[ad_1]
حوار الدكتور عبد الرحمن جفون – أمين أمانة القبلية والنظم الأهلية بالمؤتمر الشعبي
======
القبيلة والعرف ليسا نقيضًا للتطور.
نهتم ببناء علاقات تقوم على(……)
انتماء الشخص إلى قبيلته لا يتعارض مع انتمائه للوطن.
حوار: القسم السياسي
في بلدٍ مثل السودان، حيث تتشابك الخيوط التاريخية والاجتماعية والسياسية في نسيجٍ اجتماعي متعدد و معقّد، تظل القبلية والنظم الأهلية أحد أبرز مكوّنات الهوية الوطنية ومفاتيح الاستقرار المجتمعي فهذه البنية العريقة الممتدة عبر مئات السنين، لم تكن مجرد إطار اجتماعي للتكافل والتعاون والتراحم بل شكّلت نظامًا موازياً للإدارة وحل النزاعات، ورافدًا للقانون الرسمي في أوقات كثيرة.
لكن مع التحولات السياسية، والتوسع الحضري، وتزايد التحديات الأمنية والاقتصادية، برزت الحاجة لإعادة النظر في دور القبلية والنظم الأهلية، وكيفية تكييفها مع متطلبات الدولة الحديثة، بعيدًا عن العصبية والصراع، وبما يعزز الوحدة الوطنية.
في هذا الحوار جلست الهوادي مع الدكتور عبد الرحمن جفون أمين أمانة القبلية والنظم الأهلية بالمؤتمر الشعبي، لتفتح معه ملفات الماضي والحاضر والمستقبل، وتتحدث عن رؤيته لكيفية المزج بين الأصالة والتجديد، وعن التحديات التي تواجه البنية القبلية في السودان، وخطط الأمانة لإدماج النظم الأهلية في إطار الحكم المحلي والقضاء النظامي.
_ بدايةً، ماهو دور أمانة القبلية والنظم الأهلية في هيكل المؤتمر الشعبي؟
الأمانة هي المعنية مباشرة بالقبلية والنظم الأهلية وهي جسر يربط بين الإرث الاجتماعي المتجذّر في العشائر والقبائل وبين مقتضيات الدولة الحديثة نحن في المؤتمر الشعبي نهتم ببناء علاقات تقوم على الموالاة والانفتاح والتراحم والمودة، بعيدًا عن العصبية الضيقة والصراع، ونعمل على رصد ومعالجة مظاهر الصلاح والتأزم في علاقات القبائل لأن استقرار تلك العلاقات ينعكس مباشرة على أمن المجتمع ومعاشه ووحدته وهذا ينعكس بدوره على امن ووحدة السودان وسلامته.
_ ما الذي يميز مقاربة الأمانة لمسألة القبلية مقارنة بالمقاربات التقليدية؟
_ نحن لا نتعامل مع القبلية كإطار انغلاقي أو كأداة استقطاب او تعاطف لحظي بل ننظر إليها كحاضنة اجتماعية ذات رسالة مهمة يمكن أن تسهم في تعزيز الوحدة الوطنية إذا أحسنّا إدارتها ومن هذا المنطلق نعمل على ترسيخ قيم المصالحة والتعاون والتعايش السلمي وردم هوة الخلافات التاريخية، مع الحفاظ على الخصوصيات الثقافية الإيجابية لكل قبيلة.
_وهل للنظم الأهلية دور في الإدارة والقضاء من منظور طرحكم؟
النظم الأهلية لها جذور عميقة في السودان وتاريخ طويل وتجارب راسخة قد أثبتت فاعليتها عبر القرون في إدارة شؤون المجتمعات المحلية وحل النزاعات نحن نعمل على تأصيل هذه النظم وحمايتها، وفي الوقت ذاته نعمل على تطويرها لتنسجم مع النظم الحديثة للحكم المحلي والقضاء النظامي هذا يعني أننا لا نريد إلغاء العرف، ولكن نعمل على تهذيبه وتكييفه بما يتماشى مع الدولة المدنية والقانون في ظل الحكم الفدرالي الذي ننتهجه.
_هل هناك تحديات تواجه عملية الدمج بين العرف القبلي والقانون النظامي؟
بالتأكيد هناك تحديات أهمها تضارب بعض الأعراف مع القوانين الحديثة أو مقاومة بعض القيادات المحلية لأي تغيير كذلك هناك مشكلة في الموارد والإمكانات لتدريب الكوادر الأهلية على إدارة النزاعات بأساليب عصرية حديثة مواكبة للتطور الدستوري في البلاد لكننا نرى أن الحوار والتدريب المستمر هما المفتاح الذي من خلاله يمكن ان نحقق ما نريد من مواكبة في النظم الأهلية .
_كيف تنعكس مهام الأمانة على وحدة وأمن المجتمع؟
الاستقرار الاجتماعي يبدأ من قاعدة المجتمع أي القبائل والعشائر و إذا تمكّنا من ترسيخ علاقات متينة قائمة على الاحترام والتعاون بين هذه المكونات، فإن فرص النزاع تقل ويزيد مستوى الأمن المجتمعي هذا بدوره ينعكس على الاقتصاد والخدمات وحتى على صورة السودان أمام العالم.
_هناك من يرى أن القبلية في السودان أصبحت أداة سياسية أكثر من كونها مكوّناً اجتماعياً. كيف تردون على ذلك؟
_ لا يمكن إنكار أن القبلية استُغلت سياسيًا بطريقة بشعة في مراحل مختلفة من حقب السودان الماضية ويتكلم ذلك بوضوح في الحرب التي تدور الان منذ ١٥ ابريل ٢٠٢٣م وهذا أمر مؤسف حقيقة لكننا نعمل في المؤتمر الشعبي على تحييد القبلية عن الصراع السياسي ونؤكد أن انتماء الشخص إلى قبيلته لا يتعارض مع انتمائه للوطن بل يجب أن يكون داعمًا له وان لا يرتبط الانسان بالعصبية العمياء.
_ما هي خطط الأمانة المستقبلية لتطوير النظم الأهلية؟
الراهن الذي نعيشه يلقي علينا عبء ثقيل لذلك نعمل في عدة محاور منها التوثيق بجمع وتدوين الأعراف والتقاليد التي أثبتت فعاليتها في الماضي للاستفادة منها مستقبلاً كما نركز على اعداد القيادات الأهلية على أساليب الإدارة الحديثة وحل النزاعات وترسيخ قيم التكامل وإدماج هذه النظم في هياكل الحكم المحلي بحيث تصبح شريكًا في التنمية وصناعة القرار والاستقرار والسلام الشامل.
_ كلمة أخيرة توجهونها للقبائل والمجتمع السوداني؟
رسالتنا للجميع نحن جميعًا أبناء هذا الوطن وتنوعنا هو مصدر قوتنا إذا جعلناه جسرًا للتعاون لا حاجزًا للانقسام، القبيلة والعرف ليسا نقيضًا للتطور بل يمكن أن يكونا منطلقًا له إذا تحلّينا بالحكمة والرؤية المشتركة وابتعداء عن العصبية الضيقة.
🛑🛑♦️♦️♦️
[ad_2]
Source


