[ad_1]
مقال من #بريد_الصفحة
السُكر… شرارة حرب اقتصادية قادمة؟
بقلم: #صدام_البدوي
عاد ملف السُكر ليتصدر مشهد الأزمات في السوق السوداني، مثيرًا قلقًا واسعًا وسط التجار والمواطنين على حد سواء. فارتفاع أسعاره بصورة مفاجئة، وما يرافقه من اضطراب في حركة السوق، خلق حالة من التخوف بين التجار من تسارع موجة جديدة من الزيادات غير المنضبطة، قد تُفضي إلى ندرة في عدد من السلع الأساسية الأخرى. ولا يمكن اعتبار هذا الخلل مفاجئًا أو استثنائيًا، بل هو نتاج طبيعي لانهيار اقتصادي عميق وهشاشة بنيوية تتفاقم يومًا بعد يوم في ظل الحرب المستمرة.
لكن خلف هذه الأزمة الظاهرة، تبرز أسئلة أكثر خطورة:
من هي الجهة التي تقوم بجمع الدولار من السوق؟
هل هناك بالفعل حاجة ملحة لاستيراده، أم أن العملة الصعبة أصبحت نادرة وغير متوفرة؟
ثم، والأهم: هل السلطة الحاكمة بعيدة عما يحدث، أم أن لها ضلعًا مباشرًا فيه؟
منذ اندلاع الحرب، خرجت معظم الشركات الكبرى من المشهد الاقتصادي، إما بالإفلاس أو التدمير. الشركات التي كانت تشتري الدولار لأغراض الاستيراد والتشغيل لم تعد موجودة. وبالتالي، فإن الحديث عن جهات “تجارية” تجمع العملة الصعبة لم يعد منطقيًا، مما يعزز الشكوك بأن جهات ذات صلة بالسلطة هي من تقف وراء هذا النشاط، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وهنا تكمن خطورة مزدوجة:
إذا كانت الجهات المسؤولة فعلاً هي من تشتري الدولار من السوق، فذلك يفضح تورط الدولة في خلق أزمات اقتصادية لخدمة أجندات خفية.
وإذا لم تكن كذلك، فإن غياب الرقابة ووجود جهات تعمل بمعزل عن مؤسسات الدولة، يشير إلى صراع داخلي يتخذ من الاقتصاد أداة لتصفية الحسابات، في ظل ما يبدو أنه انقسام في كابينة السلطة.
ما يحدث اليوم لا يمكن فصله عن سياق الحرب الأشمل، لكنه يتجاوز المعارك العسكرية إلى حرب اقتصادية صامتة تدور رحاها على أكتاف المواطن، الذي أصبح عاجزًا عن احتمال مزيد من الضغوط. لقد تحمل هذا المواطن ما لا يُطاق: انقطاع الأمن، انهيار الخدمات، انفجار الأسعار، والآن يُطلب منه أن يصمد في وجه حرب جديدة، هذه المرة بأسلحة السوق والعملة والندرة والاحتكار.
إن ما يجري ليس مجرد أزمة في سلعة السكر. بل هو مؤشر على انفجار وشيك في جبهة الاقتصاد، ربما يكون تمهيدًا لصراع سياسي أكبر تُستخدم فيه أدوات التجويع والترهيب الاقتصادي كوسائل للهيمنة وكسر الإرادة.
والسؤال الذي يجب ألا يُترك معلقًا:
هل ما يحدث هو تحضير لحرب جديدة تُدار بأدوات مختلفة؟
الأسواق لا تكذب، والارتفاع المفاجئ في أسعار السلع، وعلى رأسها السكر، ليس إلا إنذارًا أوليًا… وما خفي أعظم.
[ad_2]
Source


