استغلال طلاب الشهادة السودانية
النهب المنظم تحت غطاء “النتيجة”
بيان
يا جماهير شعبنا الأبي، أيها الطلاب الصامدون وأسرهم الكريمة.
في الوقت الذي يقدم فيه شعبنا قوافل الشهداء ويزف فلذات أكباده دفاعاً عن وجود الدولة وسيادتها، وفي ظل ظروف الحرب المأساوية التي جعلت الحصول على لقمة العيش معركة يومية، تطل علينا من جديد أفاعي “الدولة الظلية” و”القوى الإرثية” بوجهها القبيح، لتمارس أبشع أنواع النهب المنظم، وهذه المرة عبر استغلال مستقبل أبنائنا وبناتنا.
إن فرض مبلغ 7000 جنيه على كل طالب من طلاب الشهادة السودانية البالغ عددهم 190,000 طالب، لمعرفة نتيجة هي حق أصيل لهم، ليس مجرد رسوم خدمة، بل هو جريمة ابتزاز وطني مكتملة الأركان. إنها عملية سطو منظم على جيوب الأسر المنهكة، تهدف إلى تحصيل ما مجموعه 1,330,000,000 مليار وثلاثمائة وثلاثون مليون جنيه سوداني (ترليون و ثلاثمية وثلاثين مليار بالقديم)، لتصب في خزائن “شركات النهب الطفيلية” التي لا هم لها إلا التربح من معاناة شعبنا.
إن حزب الشعب، ومن منطلق مسؤوليته الوطنية والأخلاقية، يعلن ما يلي:
أولاً: هذا ليس فساداً، بل هو أحد تجليات “اقتصاد الحرب”.
هذه الجريمة ليست مجرد خلل إداري، بل هي تطبيق عملي لآليات “القوى الإرثية” التي نتحدث عنها. إنها شبكة مصالح فاسدة داخل مؤسسات الدولة، تتواطأ مع شركات خاصة لتحويل الخدمات العامة الأساسية إلى مصادر للثراء. إنها نفس العقلية التي تنهب الذهب والموارد، وتتاجر بقوت الشعب، واليوم تتاجر بقلق وتوتر طلابنا.
ثانياً: إهانة للدولة وتضحياتها.
في الوقت الذي يخوض فيه جيشنا الوطني معركة وجودية، وفي الوقت الذي يجب أن تكون فيه كل موارد الدولة ومؤسساتها مسخرة لدعم المجهود الحربي وتخفيف العبء عن المواطن، يأتي هذا الإجراء ليطعن الدولة في ظهرها. إنه يرسل رسالة مدمرة مفادها أن الدولة عاجزة عن توفير خدمة بسيطة ومجانية لأبنائها، بينما هي في الحقيقة ليست عاجزة، بل “مختطفة” من قبل شبكات الفساد هذه.
ثالثاً: إعلان حرب على مستقبل السودان.
الاستثمار في التعليم والشباب هو حجر الزاوية في مشروع “الدولة الحصن” الذي ننادي به. وعندما يتم تحويل أهم لحظة في حياة الطالب – لحظة معرفة نتيجة جهده وتعبه – إلى عملية ابتزاز مالي، فهذا يعني أن القوى المعادية لمشروع النهضة الوطنية تعلن حربها الصريحة على مستقبل هذا البلد. إنهم يريدون جيلاً محبطاً يشعر أن وطنه يبتزه بدلاً من أن يحتضنه.
وعليه، فإن حزب الشعب يطالب بالآتي:
1. الإلغاء الفوري والعاجل لهذه الرسوم المهينة: على وزارة التربية والتعليم أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية وتعلن فوراً عن إتاحة النتيجة مجاناً عبر منصة وطنية تابعة للدولة. إن تكلفة تشغيل مثل هذه المنصة لا تقارن بحجم الفضيحة الأخلاقية والسياسية لهذه الجريمة.
2. كشف هوية الشركات المستفيدة ومصادرة أموالها: يجب فضح هذه “الشركات الطفيلية” للرأي العام، وتجميد كل أموالها، ومصادرة المبالغ التي تم تحصيلها من الطلاب وإعادتها إلى “صندوق دعم الطلاب المتضررين من الحرب”.
أيها الطلاب الأبطال،
إن معركتكم اليوم ضد هذا الابتزاز هي جزء لا يتجزأ من معركة الوطن الكبرى ضد قوى الظلام والنهب. لا تستسلموا. ارفعوا أصواتكم عالياً. إن حزب الشعب يقف معكم قلباً وقالباً، وسيسخر كل أدواته السياسية والإعلامية لفضح هذه الجريمة ومنعها.
إن بناء دولة السيادة والعدالة يبدأ من هنا، من رفض كل أشكال الظلم والاستغلال، مهما صغرت في أعين البعض. إنها معركة الوعي والإرادة، ونحن واثقون من أن إرادة شعبنا ستنتصر.
عاش نضال الشعب السوداني!
النصر للوطن، والخزي للخونة وتجار الأزمات.
حزب الشعب السوداني
الاثنين، 20 أكتوبر 2025م
#الطريق_الى_الوطن
Source