#عدم_الركون
إنَّ الإذعان الكارثي الصادر عن القيادات العسكرية في مجلس السيادة، والذي آل إلى تمدد النفوذ العسكري والمالي، الخارج عن كل ضابط للمدعو محمد حمدان دقلو (حميدتي) وذويه بالإضافة إلى قواتهم المتمردة التي جهرت بالعداء للدولة ليشكل في جوهره إقراراً صارخاً ومُدوِياً بعوار التقدير والتهور المُرْدي في حيازة وإدارة القرار الأمني الوطني المصيري.
هذا التراخي السياسي والأمني ، أدى إلى تقويض ممنهج لأسس منظومة الدولة ومُجاملة سافرة أفضت إلى توسع كيان موازٍ عمل على سلب سيادة الدولة وهيبتها.
إن سجل التاريخ سيحتفظ لهذا الموقف بصفة التقاعس الذي لا يغتفر عن صون المصالح العليا للوطن، وهو ما يفرض واجب المساءلة العلنية والشفافة على كل الأطراف التي أسهمت في هذا المنزلق القاتم.
إن تبعات هذا التهور قد تجاوزت حدود الخسائر القتالية المباشرة، لتمتد بظلالها الوخيمة على الشعب بأسره، عبر عمليات التهجير القسري والقتل المروع والتنكيل الممنهج والاعتداءات على الأعراض والنهب المنظم والتجويع المتعمد.
الأمر الذي يوجب ضرورة المراجعة الجذرية لمسار القيادة الحالية ورفض الركون مجدداً إلى تقديراتها المنفردة دون إخضاعها للمراقبة الفاعلة والتصويب الحازم، إذ أضحى هناك فقدان كامل للثقة في سلامة تدبيرها وجودة قراراتها.
المستشار/ محمد السر مساعد
Source