[ad_1]
#إعادة_التأسيس
إنَّ الاستقرار الهيكلي والاتساق المؤسسي يُعدان حجر الزاوية الذي ترتكز عليه فعالية أي تجمع سياسي وقدرته على استيعاب المتغيرات والمضي قدماً في مواجهة الأزمات.
الوضع الراهن لحزب المؤتمر الوطني، يبرز سلسلة من التباينات الداخلية، التي بدأت تُشكل عائقاً جوهرياً وتُفضي إلى حالة من التشرذم المؤسسي الذي لا يخدم المصلحة العامة للحزب.
إنّ التباينات الصريحة بين قامة المهندس إبراهيم محمود ومكانة مولانا أحمد هارون وما أفرزته من استحداث لهياكل موازية، تُمثل دلالة واضحة على أزمة تنظيمية متجذرة، تتخطى نطاق الخلافات الفردية لتلامس صميم وحدة الكيان.
فمن غير المعقول منطقياً أو تنظيمياًً أن يتشظى حزب بحجم المؤتمر الوطني، الذي يُفترض به التماسك والرسوخ، إلى كيانين متنافسين يحملان الاسم ذاته.
هذه الثنائية القيادية من شأنها أن تستنزف الطاقات وتُلغي المرجعية الموحدة وتُفقد القاعدة الجماهيرية والوزن السياسي القدرة على التوجيه.
لذا فالحكمة السياسية تفرض وضع المصلحة العليا للحزب فوق كل اعتبار وتتطلب تحركاً حاسماً للمجلس القيادي للحزب مع مجلس الشورى فهذين الجسمين هم الأعلى تنظيمياً من المكتب القيادي للحزب (السلطة التنظيمية المتصارع عليها) ، وبما أن الجسمين التنظيميين هما قمة الهرم الأعلى من المكتب القيادي ، فعليهم إصدار قرار تنظيمي ملزم يرمي إلى استعادة اللحمة المؤسسية والنظام الأساسي واللوائح المنظمة لعمل الحزب.
فالمقترح الأكثر توافقاً وسلامة إجرائية يكمن في إعفاء القيادتين المتنازعتين (المهندس إبراهيم محمود ومولانا أحمد هارون)، من مهامهما في رئاسة الحزب.
ولبلورة مرحلة مؤقتة من التهدئة وإعادة التموضع، يتم تكليف قامة سياسية وتنظيمية ووطنية وخبير بالنظم الداخلية للحزب، مثل البروفيسور إبراهيم غندور، ليتولي دفة الرئاسة بصفة تكليفية ومؤقتة وينبغي أن يكون هذا التكليف مُقيداً بأجل محدد ينتهي بانعقاد المؤتمر العام للحزب.
إنّ إسناد رئاسة حزب المؤتمر الوطني لشخصية مؤقتة تتمتع بالقبول يُتيح الفرصة للإشراف على ترتيبات تنظيمية شاملة تُفضي إلى المؤتمر العام وهو المسار الأكثر حصافة لضمان عملية انتخابية لرئيس جديد تتسم بالنزاهة والشرعية اللائحية.
إنّ غاية هذا المقترح هو لطي صفحة هذا الخلاف البنيوي المُقلق وترسيخ سلطة مرجعية واحدة، بما يكفل استرداد المؤتمر الوطني لعافيته التنظيمية وقدرته على الاضطلاع بدوره الفاعل والبناء في المرحلة السياسية الراهنة.
” فالترابط المؤسسي هو مصدر القوة والانقسام هو بداية التلاشي “.
المستشار/ محمد السر مساعد
[ad_2]
Source


