« الجريدة » هذا الصباح … مرحبا بإستمرار بعثة تقصي الحقائق ولتقف شاهداً حتى زوال هذه الغمة.
عصب الشارع – صفاء الفحل
خطوة نحو المحاسبة المستقبلية
أجاز مجلس حقوق الإنسان التابع لمجلس الأمن الدولي أمس تمديد ولاية بعثة تقصي الحقائق في السودان لتفشل المحاولات المستميتة من حكومة الأمر الواقع في بورتسودان التي صرفت ملايين الدولارات من أموال الشعب السوداني المغلوب على أمره من أجل إيقاف عمل هذه البعثة وعدم التمديد لها حتى لا تقف رقيبا وشاهدا على الفظائع التي يتم ارتكابها خلال هذه الحرب العبثية وتقوم ب(توثيق) ذلك في محاولة من تلك الحكومة لطمس التاريخ والهروب من المحاسبة على ما إرتكبوه في حق المواطن والوطن.. لعلمهم بأن المحاسبة ستظل راية مرفوعة وعليهم منع التوثيق الدولي وكشف الحقائق في محاولة بائسة الإفلات من العقاب المستقبلي والتاريخي.
ومحاولات الحكومة الانقلابية المستميتة لإيقاف التجديد لهذه البعثة والإعلان عن رفضه التمديد لها والتي ترصد انتهاكات (الطرفين) يعتبر في (حد ذاته) إدانة لتلك المجموعة التي تحاول الإستمرار في إنتهاك حقوق المواطن وإرتكاب الجرائم بعيداً عن عيون الرقابة الدولية وهي تعلن بهذا السعي المحموم والفزع الواضح بأنها تعلم بأنها تقوم فعلاً بجرائم بإستخدام أسلحة محرمة وإعتقالات تعسفية غير قانونية وتعذيب ومحاكم جائرة وتعلم أيضاً أن ما تقوم به عمل غير اخلاقي أو قانوني ولا ترضى عنها الإنسانية وأن هذه الأعمال تضعها أمام المحاكم الدولية بمجرد زوال سطوتها الداخلية التي تمارسها بالبطش على الشعب وتحاول بكافة السبل (إخفاء) تلك الجرائم (خوفا) من ذلك اليوم الذي هو آت لا محالة ومهما طال جبروتها ..
وقد كان من المتوقع تصويت دول العالم الحر والشعوب الإنسانية تمديد تلك البعثة التي ترصد وتوثق للجرائم البشعة التي يرتكبها طرفي النزاع خاصة تلك التي ترتكب في حق المواطنين العزل خلال حربهما هذه العبثية وهي تتابع مايجري من بقر للبطون وجز للاعناق وتجويع ممنهج وإستخدام أسلحة كيمائية و بايلوجية وغيرها مما ساهم في إنتشار وتفشي الأمراض والاوبئة وتحطيم كامل للبني التحتية وتلوث للبيئة وشلل كامل في حياة المواطنين
ولو أن الطرفان يثقان في موقفهما الأخلاقي خلال الحرب كان عليهما الترحاب بهذه البعثة، بل والمطالبة بها لكنهما لا يستطيعان ذلك لعلمهما بما إرتكباه من فظائع وان تحقيقات تلك اللجنة ستكشف للعالم الجرائم التي قاما بها معا في حق الوطن والمواطن الامر الذي يجعل كل منهما غير جدير بتمثيل هذا الشعب العظيم ويرمي بهما خارج الحياة السياسية وقلوب الشعب السوداني.
واستمرار هذه البعثة في العمل قد لا يجد الترحاب من طرفي النزاع التي تود المواصلة في القتل والسحل والاعتقال وتصفية المعارضين ولكنها تجد الترحاب من هذا الشعب الذي لاحول له ولا قوة أمام سطوة السلاح والارهاب .. فمرحبا بإستمرار بعثة تقصي الحقائق ولتقف شاهداً حتى زوال هذه الغمة.
من العصب…
إدانة أمس المحكمة الجنائية الدولية علي كوشيب وهو امر كان متوقعا، ولكن أخطر ما قيل في حيثيات الحكم بان اعماله الوحشية وجرائمه اللا اخلاقية كانت بمشاركة الحكومة والجيش السوداني وهي إدانة مباشرة لتلك الجهات بينما هناك اتجاه قانوني لجبر الضرر عن الضحايا مما يعني بان تلك الجهات لابد من مشاركتها في عملية جبر ذلك الضرر فهل ستدخل بورتسودان في معركة قانونية جديدة ..
والثورة مستمرة ..
والقصاص حتمي ..
والرحمة والخلود لشهدائنا ..
وَغَمْضُ العَيْنِ عن شَرٍّ ضَلالٌ وغَضُّ الطَّرْفِ عن جَوْرٍ غَبَاءُ
الجريدة
#شبكة_رصد_السودان
Source