عندما تم تعيين السفير علي يوسف وزيرا للخارجية لم يكن شخصا على هامش الحياة السياس…

مكي المغربي
عندما تم تعيين السفير علي يوسف وزيرا للخارجية لم يكن شخصا على هامش الحياة السياسية، نحن عرفناه سفيرا، ثم عرفناه عشر سنوات بدون كرفتة، في برامج التحليل والمنتديات والندوات المحلية والدولية، في السياسة وفي العلاقات الدولية، لانه صاحب عطاء في الخدمة المدنية وخارجها، و واهم من يظن أن علي يوسف سيصمت بعد الوزارة لأن الموقع جاءه وهو متحدث ومتفاعل ثم اكمل الشياكة الرسمية مجددا وتولى الوزارة ونجح، وسيتحدث بعدها، ولن يصمت.
كان أول مقال لي بعد تعيينه “دعوا جبل الجليد يعمل” وكنت اتوقع كل ما حدث لأن نظام الاشراف على الوزارات يسلب صلاحيات الوزير، وهذا طبيعي لأن المشرف سيتدخل وسيتفاعل وستأتيه طلبات وضغوط من الداخل والخارج باعتباره عضو مجلس سيادة ومسئول، وهذا سيفضي الى تضارب، كيف لا والمشرف هو فريق أول ونائب القائد العام. لاحظ ان رئيس مجلس السيادة هو نفسه بحكم الموقع قائد الدبلوماسية، ولذلك لم يستفد السودان من علي يوسف، مع انه صاحب رؤيا ومنهج وفاعلية، فقد جاء قبل إلغاء الاشراف، وقبل تعيين رئيس الوزراء.
ما تحدث عنه علي يوسف عن التفاوض كلنا نقوله بصيغ مختلفة ولذلك اعتقد ان من ينتقده الآن ليس هذا سببه ربما يكون ردا على نقده المفيد والتصحيحي حول التضارب الذي حدث.
هناك فرق بين التفاوض على انهاء التمرد والتفاوض لشرعنة وتقنين التمرد وتسليمه نيالا.. عطاء من لا يملك لمن لا يستحق، لأن الحكومة السودانية لا تملك ولاية جنوب دارفور بل يملكها أهلها ويملكها تاريخ السودان، الجيش يملك معسكرات يصلح بعضها (نقاط تجميع)، والفريق ياسر العطا تحدث من قبل عن شروط التفاوض التسعة.
انا سميت علي يوسف (جبل الجليد) لأنه دوما يظهر أقل بكثير مما يعرف ويفهم، فالوجه الطفولي Babyface السعيد وراءه تضاريس قاسية وجرأة وجسارة نادرة في الوسط الدبلوماسي، والاصطدام بجبل الجليد يبدو للوهلة الاولى سهلا وانه مجرد ثلج أبيض هش، ولكنه خلاف ذلك تماما.
التضارب حقيقي ولا يمكن اخفاءه ولكنه لم يكن شخصيا اطلاقا وأذكر أن السفير علي يوسف قال لي لم يحدث ان خرجت من مكتب الفريق كباشي إلا ونحن نضحك سويا بعمق وصداقة ولكن بعد فترة وجيزة يختلف الأمر.
إذن ابحثوا عن أطراف داخلية وخارجية تستفيد من التقاطع في الصلاحيات، ما أكثر هذه الأطراف في (وزارة الشلليات)، وفي مجال العلاقات الدولية.



Source