حكومتان لا تغطيان جسد الوطن
حكومة كامل إدريس جوكية وسماسرة
حكومة تأسيس تتنازعها القبائل
ياسر عرمان
زهدت، وقررت منذ فترة ان أصمت عن الحديث المباح فى التعليق على السماسمرة والجوكية والدمار المستمر لبلادنا، واعتذرت عن المقابلات فى الأسافير والقنوات الفضائية، مأخوذا بحزن عميق ومتراكم على بلادنا وشعبها العظيم وأكتفيت بالتعليق كتابة عما يدور!
شاهدت بالأمس أسوأ مؤتمر صحفي خلال ما يزيد عن الأربعين عاما من متابعتي للأحداث السياسية بوعى، وهو المؤتمر الصحفي الذى عقده كامل إدريس، والذى يبدو أنه مشوش ومضطرب الذهن، ومرهق الجسد، ومنهك الصحة ولم يتبقى له إلا شيئا وحيدا يقدمه، هو أن يقدم إستقالته لأسباب خاصة أو صحية حتى لا يحرج احد ويعود الى منزله فى سويسرا لياخذ قسطا من الراحة.
حكومة كامل إدريس لا تحمل الأمل بقدر ما تحمل عددا ليس بالقليل من الجوكية والسماسرة، يتصدرهم وزير إعلامه، فهو سمسار متواضع القدرات أنفق زمنا طويلا فى لندن يحاول النصب على الآخرين بدعوى إنشاء قناة فضائية، مرة رياضية وأخرى سياسية، وتارة بلا إتجاه وعنوان حتى إستطاع مع صديقه القديم الباحث عن رئاسة الوزارة أن يتولى معه وقبله بقدرة قادر وزرارة مسؤولة عن كل القنوات الفضائية!
ولان هذه الحرب تمول من دم وموراد شعبنا، وتزهق فيها أرواح أبناء الوطن رجالا ونساء، لابد من طرح بعض الأسئلة على مؤيديها، ونحن نقف في الجبهة المعادية لها تماما.
من الذى يعين هؤلاء الجوكية والسماسرة، ولمصلحة من؟
وهل يخدم هولاء الجيش فى إستراتيجية متكاملة وهو يخوض حربا ضروس هى الأخطر فى تاريخيه؟
وهل ما يقدمه الجيش من عمل وتضحيات يراد به ان يذهب سياسيا لتنصيب سماسرة ونصابين متواضعى القدرات؟
وهل تشمل إستراتيجية الحرب الشاملة والتي تتضمن السياسية والإدارة والكفاءة والقدرات؟
من مصلحة الجيش أن يتخلص من هؤلاء الجوكية والسماسرة فهم غير مفيدين لا فى الحرب ولا في السلام.
سؤال أخير لكامل إدريس متجاوزين أكاذيبه المستمرة عن تشغيل مليون من الشباب فى أثناء الحرب بدلا عن حل قضاياهم في النزوح واللجوء والحرب التى يعانون منها، وفشله فى نيويورك عن تقديم أى إحصائيات حول الحرب والأوضاع الإنسانية وخسائرها المادية وتدميرها للمؤسسات، سيما المياه والصحة والتعليم بلغة يفهمها المجتمع الدولي بدلا عن طق الحنك.
اما كذبته البليغة فقد قال إن زيارته للمملكه العربية السعودية هى أهم وأميز زيارته! وأنه قدم للجانب السعودى مشروعات إستثمارية تبلغ 100 مليار دولار! فعلى من يكذب السيد كامل إدريس؟ على الشعب الذى يعلم أنه لم يلتقى بالمسؤوليين السعوديين فى إجتماعات رسمية ! ألا يخجل من أشقاءنا السعوديين الذين يعلمون البئر وغطاءها، ام أنه يعيش فى حالة من النكران والهذيان والبؤس العجيب.
أما حكومة تأسيس التى تقف فى منتصف الطريق وتعانى من إنقسامات ولم تكتمل لأن نزاعات القبائل حول التمثيل فى السلطة يحيط بها من كل جانب، وتكوين الحكومة نفسها خطيئة قد عززت الإنقسمات كما ذكرنا من قبل، وأصبح الحديث بين اتباعها عن من اعطي المناصب وقطف ثمار السلطة ولم يحارب، وعن من حارب ولم يجد المناصب! قيام حكومتان أضر بتأسيس مثلما أضر بالسودان، فما يحتاجه السودان هو الوحدة والسلام وليس البحث عن حكومات تعزز الإنقسام داخل تأسيس نفسها قبل السودان .
حكومتان جزئيتنا لا تغطيان جسد الوطن بكامله، وفي افضل الأحوال تمثلان جزء من الشعب وتكرسان للانقسام الجغرافي والاثني والسياسي، ويدفع المدنيون ثمن الانتهاكات وجرائم الحرب ، ودمار المجتمع والحياة. وما يحدث في الفاشر من تدمير لمدينة عريقة وتاريخية هو مسؤولية طرفيّ الحرب. ( ان الفاشرغراد) دمرت كما دمرت ليننغراد، وهي ملك للمدنيين من سكانها، وان تبادلتها الآيادي الآثمة.
لا تمتلك أيا من الحكومتين مشروع وطنيا شاملا وقادرا على توحيد ضفتي الانقسام، فالانقسام اكثر عمقا من البحث عن وهم الشرعية، وهو متعلق بقضايا البناء الوطني وكيفية توحيد السودان على أسس عادلة ومنصفة. ان شعبنا يحتاج الي مشروع جديد يوحد الريف والمدينة، قائم على أعمدة السلام والحرية والعدالة والمواطنة بلا تمييز، والسودان الذي يسع الجميع. اما المشاريع الحالية فهي قائمة على قاعدة الجغم الذي يسع الجميع، فبعد ان قتلتم شعبكم الم تنفذ ذخيرتكم.
2 أكتوبر 2025
Source