نداء إلى أهل السودان
عثمان ميرغني
دعونا نتحرك جميعًا لإنقاذ بلادنا من الحرب، الجوع، المرض، الفقر، والتخلف، وقبل كل ذلك من نهب الموارد.
صناعة القرار شيء، واتخاذ القرار شيء آخر.
صناعة القرار تعني الأسلوب والمنهج المتبع في جمع المعلومات، بناء الأسس، وتطوير الخيارات التي تمهد الطريق لاتخاذ أفضل قرار. أما اتخاذ القرار، فهو المرحلة النهائية التي تتضمن ترجيح الخيار الأمثل بناءً على حيثياته، نصوصه، وآليات تنفيذه.
يبرز السؤال:
من يصنع القرار في السودان؟ ومن يتخذه؟
بكل تأكيد، الإجابة على السؤال الأول: القرار يُصنع بـ”محاسن الصدف”.
أما الإجابة على السؤال الثاني: فالقرار يتخذه “مؤسسة الرجل الواحد”، وقد تتكون من عدة أفراد، لكنهم على قلب رجل واحد.
شعب السودان، البالغ عدده 40 مليون نسمة، ربعهم أطفال، أي ما يقارب 30 مليون مواطن عاقل وراشد، لا يملكون أي دور في صناعة القرار. لا يحق لهم المشاركة، ولو بشق تمرة، في بناء مستقبلهم بطموحاتهم وآمالهم، ولا في تغيير حاضرهم بصوتهم وآلامهم.
ومع ذلك، يتحمل هؤلاء الـ40 مليون كل الشرور والكوارث الناتجة عن القرارات والسياسات الخاطئة التي يصنعها غيرهم، ويتخذها من لا يمثل آمالهم ولا يشعر بآلامهم.
حان الوقت لتغيير هذه المعادلة الجائرة.
يجب أن يكون شعب السودان هو صانع القرار، ليفرض على من يتخذه الالتزام بخياراته وتطلعاته.
البكاء على اللبن المسكوب لن يغير واقعنا المؤلم. لكن العمل الرشيد والحصيف لتغييره سيحمي البلاد، يحفظ الدماء والأرواح، ويصون مستقبلها.
كم عدد الفاعلين في القطاع السياسي من الأحزاب السودانية وخارجها؟ بكل تأكيد، أقل من 0.1% من شعب السودان داخل البلاد وخارجها. هؤلاء غير قادرين على صناعة قرار وطني شامل، لأنهم مكبلون بقيود المصالح الضيقة أو التنافس على السلطة والنفوذ.
لماذا نترك أمرنا بأيديهم؟
من الحكمة أن يتولى الشعب بنفسه تقرير مصيره في كل المجالات وعلى كل المستويات.
ليس المهم من يحكم، بل الأهم أن يحكم بحيثيات الشعب وتطلعاته.
دعونا نتحرك جميعًا لإنقاذ بلادنا من الحرب، الجوع، المرض، الفقر، والتخلف، وقبل كل ذلك من نهب الموارد.
#حديث_المدينة الثلاثاء 30 سبتمبر 2025
Source