[ad_1]


خطاب للاجتماع الرابع للمجموعة الاستشارية لتعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان
السادة والسيدات أعضاء المجموعة الاستشارية لتعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان …
تحية طيبة وبعد …
نحييكم وأنتم تواظبون على عقد هذه الاجتماعات الراتبة بهدف تنسيق جهود إنهاء أكبر كارثة إنسانية على وجه الأرض حالياً والتي تحدث في السودان جراء تطاول أمد حرب 15 أبريل 2023م، وها هي الآن قد دخلت عامها الثالث دون أفق جاد لوضع حد لها، ووسط خفوت واضح في الاهتمام الإقليمي والدولي بها، لذا فإن اجتماعكم المنعقد في بروكسل بتاريخ 26 يونيو 2025م يمثل فرصة مهمة لمخاطبة هذه الأزمة بصورة حقيقية، تتجاوز بيانات الإدانة والتضامن لأفعال حقيقية تساعد في وضع حد لمعاناة السودانيين.
اننا في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” ننطلق في رؤانا من حقيقة أنه لا حل عسكري لهذا النزاع مهما طال أمده، وأن استمراره يشكل خطراً وجودياً على وحدة وتماسك السودان وعلى أمن واستقرار محيطه الإقليمي والدولي، وإن الحل بيد السودانيين أولاً لذا يجب أن تكون عملية السلام بقيادة وملكية سودانية حقيقية، مع دور دولي وإقليمي منسق ييسر ويدعم الحل السلمي ويساعد في إنجاز مهام ما بعد وقف الحرب، كما أننا نؤكد أن عملية السلام يجب ألا تجعل البلاد أسيرة لفوهات البنادق ومنطق العنف الذي قاد لهذه الكارثة ابتداءً، فلا شرعية تكتسب عبر الانقلاب أو الحرب، والمدخل للسلام المستدام هو ارتباطه بعملية تحول مدني ديمقراطي بقيادة مدنية حقيقية لا شكلية، فالسودان المتعدد المتنوع قد أثبتت تجارب التاريخ والحاضر استحالة استقراره عبر أي مشروعات أحادية قسرية.
اننا إذ ننتهز سانحة اجتماعكم الموقر هذا والذي يضم فاعلين مهمين في جهود البحث عن السلام في السودان، فإننا نطرح عليكم بعض المقترحات والأفكار العملية التي نأمل أن تسهم ايجاباً في نقاشكم الذي نترقب أن يدفع بأجندة وقف الحرب بصورة حقيقية وجادة:
أولاً: الأزمة الإنسانية وحماية المدنيين:
تتزايد الأزمة الإنسانية بشكل مستمر دون مخاطبتها بشكل يوازي حجمها الفعلي، وفي ذات التوقيت تستمر أطراف الحرب في ممارسة أبشع الانتهاكات في حق المدنيين العزل دون أي شكل من أشكال الحماية التي توفرها المواثيق والقوانين الدولية والمحلية. اننا نحث اجتماعكم الموقر على وضع هذه القضية كأولوية ونطرح المقترحات التالية لمخاطبتها:
1- الدعوة لاجتماع مشترك بين مجلس السلم والأمن الافريقي ومجلس الأمن الدولي للتوافق حول تدابير عاجلة في الوصول لهدنة إنسانية عاجلة، وتمكين ايصال المساعدات الإنسانية، وإقرار إجراءات جادة لحماية المدنيين.
2- حث الأمم المتحدة على تعيين منسق إقليمي إنساني، يكون مكلفاً بقيادة جهود الاستجابة الإنسانية والتواصل مع أطراف النزاع والفاعلين المحليين لضمان الوصول غير المشروط للمساعدات الإنسانية والتنسيق بين الوكالات الأممية والمنظمات العاملة في الحقل الإنساني، وتوفير الرصد والتقييم المستقل للأوضاع الإنسانية في البلاد.
3- تكوين مجموعة عمل متخصصة لتطوير خيارات لحماية المدنيين والبنى التحتية عبر مشاورات واسعة مع الفاعلين المدنيين، بغرض الدفع لتنفيذها والتزام الأطراف المتقاتلة بالإيفاء بها.
4- توحيد الجهد الدولي للتجديد للبعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان، وتمكينها من العمل بشكل فعال دون عوائق من أي جهة من الجهات، والعمل على تنفيذ ما أوصت به في تقاريرها السابقة.
ثانياً: تصميم العملية السلمية التي تقود لإنهاء الحرب والوصول لسلام مستدام:
منذ اندلاع الحرب افتقرت المبادرات المختلفة لمنهج شامل لتصميم عملية سلمية تحيط بكافة أبعاد الأزمة، وتمت محاولات عديدة لوقف إطلاق النار أو للحوار السياسي في منابر مختلفة دون صلة واضحة بين هذه المسارات مما قاد لعدم تحقيقها لما نشدته من غايات. إننا نأمل أن يشهد اجتماعكم الموقر نقاشاً عميقاً حول تصميم أكثر شمولاً للعملية السلمية، والذي نقترح أن يكون عبر ثلاث مسارات متزامنة ومتكاملة تشمل:
– المسار الإنساني: إيصال المساعدات وحماية المدنيين.
– مسار وقف إطلاق النار: الاتفاق على وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الدائمة.
– المسار السياسي: إطلاق حوار وطني يخاطب جذور الأزمة ويرسي سلاماً مستداماً في البلاد.
هذه المسارات يجب أن تكون تحت مظلة واحدة شاملة للميسرين الإقليميين والدوليين، مع تقسيم للأدوار والمهام في قيادة وتسهيل كل مسار حسب الميزات النسبية المتوفرة لكل من المنظمات الإقليمية والدولية والبلدان المهتمة بإحلال السلام في السودان.
تهدف هذه العملية المتكاملة للوصول لوقف دائم لإطلاق النار واتفاق سلام شامل وترتيبات دستورية انتقالية تنهض على توافق عريض وإرساء عملية عدالة وعدالة انتقالية تحاسب على الانتهاكات وتحقق الإنصاف للضحايا، وتشكيل سلطة مدنية انتقالية ذات صلاحيات كاملة، تقود البلاد حتى الانتخابات، ومعالجة آثار الحرب وإعادة إعمار السودان.
في هذا السياق نفيدكم باننا في “صمود” قد بادرنا بطرح رؤية سياسية مؤخراً، وقد قمنا بإرسالها للأطراف السودانية المختلفة من أجل ابتدار حوارات مباشرة ستنطلق في مقبل الأيام بهدف التوافق على أسس ومبادئ إنهاء الحرب، وتصميم عملية متكاملة تخاطب جذور الأزمة بقيادة سودانية حقيقية، هذا مع تعاطينا الإيجابي مع المبادرات الإقليمية والدولية التي ترمي لوقف الحرب في السودان.
ختاماً فإننا نرجو لاجتماعكم المنعقد هذا التوفيق، ونؤكد على دعمنا لكل جهود إحلال السلام في السودان الذي تطاولت معاناة شعبه جراء هذه الحرب الإجرامية التي تطاول أمدها، ونأمل أن يوفق مسعاكم في إقرار حزمة عملية من الأفعال التي تخاطب الأزمة الإنسانية وتسرع جهود وقف القتال في البلاد.
التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”
25 يونيو 2025
[ad_2]
Source by حزب المؤتمر السوداني


