[ad_1]
صحفي: محمد الأمين
جيل القدر ستة وثلاثون عامًا على خط النار
في يوم ميلادي، وأنا أطفئ شمعتي السادسة والثلاثين، لا أحتفل بعمرٍ مضى، بل بمسيرة جيلٍ وُلد في عام الانقلاب المشؤوم، وكُتب عليه القدر أن يكون هو نفسه أداة الخلاص.
لقد فُتحت أعيننا على وطنٍ مختطف، وترعرعنا في ظل نظامٍ عمل بدأب على قتل أحلامنا وتشويه هويتنا. لكن من رحم ذلك القمع، وُلد فينا نضالٌ لم يهدأ. كانت رحلتنا طويلة وشاقة، خضناها في الشوارع والجامعات والبيوت، وسلاحنا إيماننا الراسخ بسودانٍ حرٍ وقوي، وطنٍ قومي يتسع للجميع ويفخر بتنوعه.
واجهنا الرصاص بصدورٍ عارية، والاعتقال بصمودٍ أسطوري، وآلة الدعاية الكاذبة بوعيٍ متقد، حتى أثبتنا للعالم أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأسقطنا بأيدينا ذلك النظام الظالم الذي ظن أنه أبدي.
لم تكن معركتنا مجرد إسقاط لديكتاتور، بل كانت عتبة أولى وثورة مستمرة ضد كل أدوات الظلم التي تلت سقوطه. واجهنا محاولات سرقة ثورتنا، وتصدّينا لكل المساعي الخبيثة لزرع الفتنة وتقسيم الصفوف. تعلمنا في خضم هذه المعارك أن نضالنا أعمق من السياسة اليومية؛ إنه صراعٌ وجودي من أجل روح السودان، وقد ظهر ذلك جليًا في تمرد مليشيا الدعم السريع التي عاثت في البلاد فسادًا بكل أشكاله.
نحن الجيل الذي حارب بكل ما أوتي من قوة ضد الأنظمة القاتلة، ووقف سدًا منيعًا أمام كل من حاولوا جر البلاد إلى مربع الفوضى والحرب الأهلية، مدركين أن طريق بناء الأوطان محفوف بالمؤامرات والتحديات، لكنه الطريق الوحيد الذي يستحق أن نسير فيه.
إن المسؤولية الملقاة على عاتقنا اليوم هي الأثقل في تاريخ بلادنا الحديث؛ مسؤولية تأسيس الدولة السودانية التي نحلم بها. هذه ليست مهمة سهلة، بل رحلة حياةٍ كاملة من النضال ضد الشر، سواء كان كامنًا في أنفسنا أو متربصًا بنا في سياسات ماكرة وذكية.
نعيش في عصر الفتن، حيث يُستخدم الإعلام كسلاح، وتُشترى الولاءات، ويُلبس الباطل ثوب الحق. لذا، فإن معركتنا اليوم هي معركة بناء وعيٍ جمعي صلب، وتأسيس هياكل ومؤسسات راسخة لا تتأثر بالأشخاص، بل تحمي الوطن وتضمن للأجيال القادمة مستقبلًا مشرقًا ومستقرًا، يزدهر فيه العلم والعدل والرخاء.
لهذا، أقف اليوم بفخرٍ وامتنان لكل ما قدمه أبناء وبنات جيلنا من تضحيات، ولكل ما لا يزالون يقدمونه. نحن لا ننظر إلى الماضي بندم، بل كدروسٍ صقلت عزيمتنا. طموحنا لا يتوقف عند حدود السودان، بل يمتد ليساهم في تقدم العالم أجمع.
إننا جيل القدر، الذي وُلد في الظلام ليصنع النور، وسنظل على عهدنا، نحمل مشعل الثورة والتغيير، حتى نرى وطننا شامخًا، قويًا، ومصدر إلهامٍ لكل الأحرار في العالم.
وعاش السودان وطنًا يسع الجميع ولا ينضب.
#Sam_news
[ad_2]
Source


