[ad_1]
عن النسوية المحلية.
الأفكار بتجي من وين؟
وكيف بنفرق بين الأفكار الصالحة والطالحة؟
هل الأفكار والنظريات في حقل العلوم الاجتماعية والإنسانية بتكون صالحة لانها مستلفة من نماذج ومصادر كونية نماذج منتصرة ومنتشرة (زي الاستلاف البيعلمن فيهو نسويات الورش) البيتعاملن مع الأفكار بمنطق الموضة والترند التسويقي ، ولا لانو الأفكار دي نتيجة لعملية عقلية عميقة وغاية في التجريد والمنطقية ولا لانو ببساطة مصدرها تاويلات فقهية لنصوص دينية؟
ولا في دواعي اجتماعية ودوافع سياسية وأزمات اقتصادية وصراعات طبقية وثقافية وتطورات علمية تمثل أحياناً المؤثر الأكبر في تشكل الأفكار والفلسفات؟
الاجابة على الأسئلة السابقة بتوضح بشكل دقيق مشروعية دعوتنا لتأسيس خطاب نسوي قائم على مراجعة نقدية مزدوجة للتصورات الاستلافية لأنها مفارقة للشرط التاريخي المحلي ، والتصورات التجريدية من جهة تعاليها على الشرط الاجتماعي ، فالأفكار مابتكون صالحة لأنها نتيجة لنشاط ذهني تجريدي وتأمل عقلاني او اتباع إيماني ، وجدواها لاتتحدد بالاحالة لمصدر استلافها من مجالات تداولية مختلفة عن مجالنا التداولي المحلي.
وماممكن نحدد صلوحية الأفكار الا بعد نقدها وتحليلها وربطها بالدوافع الاجتماعية والعوامل السياسية الفاعلة في تشكل وميلاد الأفكار ، مثلا لانستطيع فهم حركات النسوية الغربية بمعزل عن تحولات المجمعات الغربية فالموجة الاولي للحركة النسوية ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي كنتيجة للتحولات الفكرية الافرزتا الثورة الفرنسية والثورة الفرنسية حدث محلى بامتياز.
اما الموجة الثانية فهي بنت اوضاع مابعد الحرب في السياق الأوربي والأمريكي وأفكار تلك الفترة من اشتراكية وليبرالية فجأت مقترحاتها متماشية مع الموضة الفكرية السائدة عن الحقوق السياسية والاجتماعية.
وفي نهاية هذه الفترة ظهرت اتجاهات نسوية راديكالية تنادي بهدم النظام الأبوي ، تماشيا مع موجات الاحتجاج الاجتماعي على أنظمة القمع والسلطة في سياق فلسفات مابعد البنيوية.
ومع ميلاد زمن الاستعمار الجديد ومنطقه الثقافي العولمي كان لابد من مراجعة الخطاب النسوي حتى يتماشى مع هذه الحالة فكانت النسوية التقاطعية التي تتضمن مفاهيم تحليلية متعددة متعلقة بالعرق والدين والطبقة.. الخ وهو نموذج يعبر عن النزعة العولمية التي تحاول استيعاب مشكلات كل نساء العالم مع الإبقاء على فكرة معيارية الحالة الاوروامريكية.
آخر الموجات مع ليندا ليكوف تحولت النسوية واستنادا على مفهوم الاختلاف المرتبط بروي مابعد الحداثة عن الهويات الجزئية تحولت النسوية لايدلوجيا وخطاب هوية مستمد من الطبيعة والماهية الانثوية أكثر منه خطاب حقوق ومطالب سياسية ، الأمر الذي مثل الأساس الفلسفي للطبيعة الانقسامية المهددة للوحدة الاجتماعية لدرجة ان النسويات اصبحن يعرفن انفسن كهوية كمقابل هوية الرجل فانتقل النسوية من معركة الحقوق لمعركة الوجود.
تتبع مراحل تطور الفكر النسوي ونقدها من منظور ارتباطها بالتحولات الاجتماعية والسياسة والأمنية ذات الطابع المحلي بيفسر لنا أن الأفكار لايمكن أن تكون متعالية على الشروط الاجتماعية فالفسلفة لاتصنع وعي المجتمع ولكنها تعبر عنه لأن المجتمع بانشغالاته المعينة واوضاعه السائدة هو الذي يرسم شروط المعرفة في فترة معينة.
من هنا تأتي خصوصية قرأتنا للفلسفات النسوية العولمية وطرائق عملها من موقعنا كمنتميات لشرط تاريخي لمجتمع تضرر وبشكل مؤذي من تمثلات هذه الفلسفات على المستوى السياسي والاجتماعي فالنسوية المحلية هي صوت المرأة السودانية الغائب أو التابع بسبب طغيان وعلو صوت النسوية العولمية وسرديته للتاريخ ورؤيته للمرأة والمجتمع والحقيقة والهوية ، لدرجة أصبح معها كل صوت نسوي بالضرورة صدى لصوت العولمة ومعاييرها وفي احسن الاحوال نغمة مشتقة منه.
النسوية المحلية حركة اجتماعية أساسها تصور قومي سوداني وتشتغل على معالجة القضايا الاجتماعية والثقافية المرتبطة بحياة المرأة السودانية ، ينتبه خطاب النسوية المحلية للتعقيدات الثقافية والاجتماعية التي تواجه قضايا المرأة في سياق المجتمعات المحلية.
يتصف خطاب النسوية المحلية ب:
تجاوز مصطلح ومفهوم النسوية في صيغته العولمية وذلك بنقد أسسه المعرفية وتحديد جذوره الاجتماعية وتعريف ظلاله الثقافية.
النسوية المحلية خطاب موجهة للمجتمع السوداني ، يستند علي خبرة وتاريخ الشعب السوداني في تطوير الطرائق المناسبة لتشجيع النساء والرجال للانخراط في حراك اجتماعي يناهض الظلم الإجتماعي بكافة أشكاله بما في ذلك الظلم الواقع على النساء.
نفهم مسألة الظلم الواقع على النساء في سياق الازمة الاجتماعية عموما (علاقات السلطة السياسية _التفاوت الاجتماعي _تقسيم العمل _التاويلات التسلطية للخطاب الثقافي والديني) فقضية المرأة قضية عمومية تهم كل الفئات الاجتماعية ، نرفض النظرة الانقسامية القائمة على أساس النوع (الجندر) ونقدم نموذج ادماجي يمكن كل الفئات الاجتماعية من المشاركة في النضال العمومي ضد الظلم بما في ذلك الظلم الواقع على النساء.
النسوية المحلية حركة اجتماعية مرتبطة بمشروع المقاومة الوطنية ضد الاستعمار الجديد الذي يعمل على تعزيز التناقضات الاجتماعية وتوظيفها في ضرب وتفكيك المجتمع المحلي ، وهذه عين مهام المنظمات النسوية العولمية الممولة من قبل منظمات راس المال المعلوم ، التي تعمل كمعول هدم مؤسسات التضامن الاجتماعي مثل الأسرة وغيرها من المؤسسات.
[ad_2]
Source


