[ad_1]
الجريدة هذا الصباح..
ضربة مصنع اليرموك والتي نُفذت بدقة وأسفرت عن مقتل شخصية قيادية بارزة، تمثل نموذجًا لهذا النوع من العمليات، وتكشف عن تطوّر في طبيعة الأهداف.
أطياف -صباح محمد الحسن
تَحوُّل !!
طيف أول:
الصمت يصب في منتهى الخوف، إذ يهطل الآن جلّ الشعور على بعض القلوب ارتجافًا.
وفعل الأرض الذي ترجمه الهجوم على العاصمة الخرطوم بطائرات مسيّرة، واستهدف عددًا من المواقع الحيوية ، وأدى إلى مقتل اللواء أبو عبيدة فضل الله خلال استهداف أحد الهجمات مبنى الأمن العسكري في كافوري، ودمر محولات رئيسية في محطة كهرباء المرخيات، وتضرر منه مصنع اليرموك العسكري ومواقع أخرى شمال بحري.
هو فعل قد يكون أكبر من كونه تصعيدًا جديدًا لقوات الدعم السريع في حربٍ لطالما انها مستمرة ، فالميدان قابل لكل التوقعات.
لكن القراءة من زاوية أخرى، بتسليط الضوء على استراتيجية الاستهداف الإقليمي، تكشف أنه وفي ظل التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يبدو أن السودان بات يشكل فضاءً مفتوحًا أمام الهجمات الدولية، سواء كانت من إسرائيل أو من أطراف أخرى تسعى لإعادة تشكيل خارطة النفوذ الإقليمي.
فالهشاشة الأمنية، وتعدد القوى المسلحة، وغياب التنسيق المركزي، كلها عوامل تجعل من البلاد ساحة محتملة لتنفيذ ضربات نوعية، خصوصًا تلك التي تستهدف شخصيات قيادية مؤثرة.
ومن اللافت أن نمط الاستهداف لم يعد يقتصر على البنية التحتية أو المواقع العسكرية، بل امتد ليشمل اغتيال شخصيات قيادية، وهو ما يثير التساؤلات حول احتمالية وجود خطة ممنهجة تُنفذ عبر غطاء قوات الدعم السريع.
فضربة مصنع اليرموك في الخرطوم، التي نُفذت بدقة، تمثل نموذجًا لهذا النوع من العمليات، وتكشف عن تحوّل في طبيعة الأهداف الإسرائيلية في المنطقة.
لا سيما أن إسرائيل، ومنذ فترة، ظلت تمارس تكتيك المطاردة العابرة للحدود؛ فالهجمات الإسرائيلية الأخيرة في قطر واليمن، وقبلها لبنان، إلى جانب عملياتها السابقة ضد الحرس الوطني الإيراني، تؤكد أن الهدف ليس الدول بحد ذاتها، بل التنظيمات التي تتخذ من هذه الدول موطنًا أو ملاذًا أو نقطة انطلاق.
فالهجوم الذي استهدف اجتماعًا لقادة حماس في الدوحة، رغم عدم سقوط قتلى من قياداتها، كان رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل تلاحق خصومها أينما كانوا، دون اعتبار للسيادة الوطنية أو التوازنات الدبلوماسية.
واللافت أن قطر والولايات المتحدة كانتا على علم مسبق بالهجوم على الدوحة، ما يفتح الباب أمام فرضية التنسيق أو التغاضي، ويعزز فكرة أن إسرائيل تتحرك ضمن مظلة تفاهمات أمنية غير معلنة.
إذن، هل كانت القيادة العسكرية السودانية، التي أخلت العاصمة الخرطوم، أيضًا على علم مسبق بهجمات محتملة ، سيما أن هناك ضغوطًا متزايدة على الحكومات وقياداتها لرفع يدها عن جماعة الإخوان المسلمين.
وبناءً على هذه المطالب والضغوط، فمن المتوقع أن تضيق أراضٍ أخرى على جماعة الإخوان المسلمين السودانيين، وعلى رأسها تركيا التي زارها محمد بن زايد.
فزيارته الي انقرة يُعتقد أنها تحمل في طياتها ملامح خطة إقليمية جديدة لإعادة ترتيب المشهد الإسلامي السياسي.
فالهجمات المتنقلة من دولة إلى أخرى ليست مجرد عمليات عسكرية، بل رسائل سياسية تهدف إلى إعادة رسم حدود النفوذ، وتحديد من يُسمح له بالبقاء ومن يُجبر على الرحيل.
فيبدو أن المستقبل القريب يتجه نحو مرحلة جديدة من الصراع الإقليمي والدولي.
فما نشهده اليوم هو تطوّر نوعي في طبيعة الصراع، حيث لم تعد الجغرافيا هي الهدف، بل الأشخاص والتنظيمات.
وإسرائيل، ومن خلفها أطراف دولية، تسعى إلى تصفية الحسابات مع خصومها عبر عمليات دقيقة، تتجاوز الحدود وتخترق السيادات.
والسودان، في ظل وضعه الراهن، قد يكون الحلقة الأضعف في هذه السلسلة، ما يستدعي يقظة وطنية تحول دون تحوله إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية.
وهذا لا يتحقق إلا بوعي وإرادة للسعي في تحقيق السلام، الذي يجنب البلاد أن تتحول إلى ساحة صراع دولي كما يحدث في دول أخرى، ويمنع القوى الكبرى من إيجاد فرصة لفرض القوة.
ولكن يبدو أن عناد السلطة الانقلابية وإصرارها على استمرار الحرب قد يكون سببًا في فتح جبهات كثيرة متوقعة.
طيف أخير:
#لا_للحرب
اعترف المدير العام لهيئة الموانئ البحرية بوجود بطء في تفريغ السفن بالموانئ، مرجحًا ذلك إلى تعدد مراكز القرار والتداخل المؤسسي.
بلد فوضى!!
[ad_2]
Source


