[ad_1]

خطاب رئيس حزب بناء السودان  بمناسبة الذكرى 69 لاستقلال السودان
شعبنا السوداني العظيم، في هذا اليوم التاريخي الذي نستحضر فيه ذكرى استقلال بلادنا السودان في الأول من يناير 1956 أتقدم إليكم بأحر التهاني بهذه المناسبة العظيمة التي تمثل لحظة فاصلة في تاريخنا الوطني. إن الاستقلال لم يكن مجرد انتصار سياسي، بل كان بداية لطموحات وآمال شعبنا نحو بناء وطن حر ومستقل.
ونعبر عن عميق تعاطفنا مع شعبنا الذي يعاني ظروف الحرب القاسية، هذه الحرب التي نعيشها اليوم ليست إلا امتدادًا للصراع الثوري على السلطة.
شعبنا العظيم، نستحضر في هذا اليوم حقيقة أن استقلال السودان لم يكن نتيجة عملٍ ثوريٍ عنيف، بل نتيجةً لعمل إصلاحي واعٍ ومدروس. وإن انتخابات أول حكومة وطنية سودانية أُجريت في ظل الاحتلال، ولم تقاطعها أي جهة وطنية بحجة أنها تشرعن وجود الاحتلال. على العكس من ذلك، استغل الشعب السوداني تلك الفرصة الديمقراطية ليُعلن رفضه للاحتلال، وفاز الحزب الذي كان يحمل لواء معارضة وجود الاحتلال في السودان
وتم إعلان الاستقلال من داخل البرلمان السوداني، حيث أظهر الحزب صاحب الأغلبية السياسية في ذلك الوقت مرونة سياسية. فقد غيّر موقفه الانتخابي من دعم وحدة وادي النيل إلى الدعوة لاستقلال السودان التام عن مصر وإنجلترا.  وكان قرار الاستقلال من داخل البرلمان، اللبنة الأولى في تأسيس دولة 56 السودانية الوطنية الحديثة، قدمه العضو البرلماني عبدالرحمن محمد إبراهيم دبكة نائب دائرة البقارة غرب – نيالا إقليم دارفور عن حزب الأمة وتمت تثنية المقترح من قبل عضو البرلمان مشاور جمعة سهل نائب دار حامد غرب – إقليم كردفان عن الحزب الوطني الاتحادي هذا التنوع والتمثيل الوطني يؤكد أن دولة الاستقلال كانت مشروعًا سودانيًا جامعًا، يتحدى كل المزاعم التي تحاول تقزيم أو تهميش دور أي طرف في صياغة هوية السودان المستقلة.
ومن بعدها، تنكّب السودان الطريق، حيث اختارت النخب السياسية نهج التغيير الثوري العنيف بدلًا من الالتزام بالتغيير الإصلاحي التدريجي. وكان الرعيل الأول من السياسيين السودانيين قد وقع في خطأ رفض العمل بالبرامجية، وهو ما ظهر جليًا في الشعار المشهور “تحرير لا تعمير”، الذي رسّخ لنهج غوغائي في السياسة السودانية، حيث تمحور حول الهدم دون البناء. ومما يدعو للأسف أن هذا النهج أعيد إنتاجه بعد أكثر من ستين عامًا في شعار “تسقط بس”، وكأنما التاريخ عندنا لا يُورّث حكمة ولا يُعلّم دروسًا. إن الصراع الثوري على السلطة هو الجرح العميق الذي يدمي وطننا، وهو الذي جعل المواطنين ومجتمعاتنا في حالة عداء وتمزق. وحوّل كل سوداني إلى قاتل أو مقتول أو مشرد.
شعبنا العظيم، إننا في حزب بناء السودان نؤمن بأن الطريق للخروج من أزماتنا يبدأ بفتح أفق جديد للعمل السياسي، أفق قوامه البرامجية والديمقراطية. نسعى لتحقيق السلام بعيدًا عن الثورات والعنف، مستلهمين دروس التاريخ التي تؤكد أن الصراع الثوري على السلطة كان دائمًا السبب الأساسي للحروب الأهلية.
إن الديمقراطية في السودان ليست مجرد وسيلة لتحقيق الحرية، بل هي ضرورة وجودية لتحقيق السلام وحفظ الأرواح. إنها الآلية الوحيدة لضمان التداول السلمي للسلطة ومنع الحرب الأهلية التي أرهقت وطننا لعقود. وفي ذكرى هذا اليوم العظيم، أتوجه برسالة إلى كل السودانيات والسودانيين للمحافظة على الدولة الوطنية، وعدم الارتداد إلى بنيات ما قبل الدولة التي يحاول البعض إحياءها من خلال خطابات عنصرية متخلفة ومنغلقة. هذه الخطابات لا تحمل سوى بذور الفناء من داخلها، وتهدد بنزيف وتمزق لا نهاية له. إن مستقبل السودان يكمن في وحدته وتماسكه كدولة وطنية جامعة تحت مظلة الديمقراطية.
إلى قواتنا المسلحة الباسلة، أنتم اليوم تحملون مسؤولية الدفاع عن وحدة السودان وعن مؤسسات الدولة الوطنية، وكيانها، وشعبها، وإن التحول الديمقراطي المستدام هو ضرورة وجودية للدولة السودانية، وأنتم في القوات المسلحة بلا شك تدركون ان فشل استدامة الديمقراطية قد فتح الباب واسعا عبر تاريخ السودان الحديث للصراع الثوري على السلطة الذي كان أول ضحاياه هم ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة السودانية منذ تمرد توريت في 1955 إلى يومنا هذا. إن تكلفة الصراع الثوري على السلطة لم تعد محتملة، ويجب وضع نهاية حاسمة ومستدامة لهذه المأساة. نحن في حزب بناء السودان كحزب ديمقراطي مدني نجدد ثقتنا في وطنيتكم وإمكانية تحقيق تحول ديمقراطي مستدام معكم، يصل بنا إلى تحول ديمقراطي مستدام يسع الجميع، يعبر عن إرادة الشعب السوداني في اختيار حكامه ومحاسبتهم.
-يتبع-
[ad_2]
Source by حزب بناء السودان
خطاب رئيس حزب بناء السودان بمناسبة الذكرى 69 لاستقلال السودان شعبنا السوداني ا…
 
			
									Leave a Comment
							
			

 
			 
                             
