[ad_1]

بسم الله الرحمن الرحيم
حركة المستقبل للإصلاح والتنمية
الأمانة العامة
(خطاب للشعب السوداني بمناسبة الذكرى الأولى لتمرد الخامس عشر من أبريل)
إلى الشعب السوداني الصامد في المحن المُبلتى في وطنه وأرضه وعرضه وماله: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
ظلت الدولة السودانية طوال تاريخها الحديث والقديم تواجه التحديات والمحن الداخلية والخارجية بصبر متقد وعزم لا يلين، وظل الشعب السوداني يُسطر ملحمة إنسانية ملهمة لشعوب العالم، فقد كان طوال عقود من عمر الدولة الوطنية في السودان يعيش ما بين نار الواقع وآمال الغد، في سبيل بحثه عن عيش كريم وكرامة تحفظ له عزة نفسه ورُقي شأنه بين الشعوب، لقد أعطى هذا الشعب وأعطى ولم يأخذ شيئا.
الشعب السوداني الصامد:
لقد تابعنا جميعا إخفاق الفترة الإنتقالية وتعثرها، حيث كنا نمني أنفسنا بانتقال سليم يفضي إلى أن يختار بعده الشعب نظام حكمه ودستوره، ويجيب على سؤال كيف يحكم؟ ومن يحكم؟ ولكن أبت الأيادي العابثة بمصائر الناس إلا أن تضيع لحظة تاريخية مهمة، كان من الواجب فيها أن يوضع الطموح الشخصي والضغائن الآيدلوجية بعيدا فتكون الدعوة (السودان أولا وأخيرا). إن بعض المكونات السياسية وما يسمى بقوى إعلان الحرية والتغيير منذ أبريل 2019م قادت ممارسة سياسية فاشلة أدت في محصلتها إلى الحرب، وكان السماح بالتدخل الخارجي مخجلا، والدفع بالأجندة الخارجية تحت طاولة السياسة الداخلية معيبا، فأوقدوا حربا هدفها تفكيك الدولة وتخريب الوطن.
لقد حذرنا منذ أمد طويل أن الاتفاق الإطاري بصورته التي تم طرحها من قبل الآلية الرباعية وتبنتها قوى إعلان الحرية والتغيير والدعم السريع، وصاغها بيت خبرة أجنبي مشبوه ثم روجتها البعثة الأممية وتآمرت كل الأطراف على القوات المسلحة السودانية، كل ذلك أدى إلى تصادم عسكري كانت قبله النوايا مفضوحة والغدر بائن؛ من أجل تفكيك للدولة السودانية مجتمعا وجيشا واقتصادا وكل فرصة لبناء وطن حر مستقل.
تمر علينا ذكرى قيام هذه الحرب التي استهدفت أموالنا وأعراضنا و غذائنا ومكتسباتنا الوطنية، وقد تكشفت نوايا من يقف خلف هذه الحرب ومن يساندها سياسيا وإعلاميا ودوليا، وجميعنا فهم أن هذا المخطط لم يكن وليد لحظة بل بدأ مع الفترة الإنتقالية وكل العبث من قوى إعلان الحرية والتغيير ورئيس وزراء الحكومة الانتقالية حينها كان جزء من المخطط، ققد سرقوا ثورة الشعب ومطالبها الوطنية والحقوقية المشروعة، واستغلوها لتحقيق أحلامهم المتقاصرة بالسلطة وتحالفوا مع أجندة الخارج.
إننا نرى أن هذه الحرب هي تمرد في الأساس ومحاولة للاستيلاء على السلطة من أجل تركيع الأمة السودانية وشعبها الأبي وحكمه بالحديد والنار وإذلاله واغتصاب حقه، ولكن أبت إرادة الله إلا أن تظهر حقيقتهم واضحة أمام الجميع عبر ممارساتهم السياسية والعسكرية، نحن نقف اليوم بعد مرور عام من هذا التخريب والإعتداء والسودان يمر بأكبر كارثة إنسانية؛ وبالرغم من ذلك إلا أننا قد أظهرنا معدننا الأصيل حيث فُتحت الأبواب للنازحين والفارين من جحيم المليشيا، وساعدنا بعضنا البعض في تجاوز ساعات العُسر في تأكيد على سمو القيم السودانية النبيلة وتماسك المجتمع رغم كيد المليشيا وخطابها الهادم لكل ما هو أصيل ومتماسك في مجتمعنا السوداني.
إننا في حركة المستقبل للإصلاح والتنمية كان قرارنا واضحا منذ أول يوم، وهو أننا نقف مع الدولة وبقائها ممثلة في قواتها المسلحة والأجهزة النظامية والمؤسسات الرسمية المعبرة عن إرادة الأمة السودانية، ومن هنا فإننا قد انخرطنا داخل الحركة وقمنا بالوقوف على مساعدة النازحين وترتيب الأوضاع صفا بصف مع الشعب السوداني كجزء منه لا نتقدم ولا نتأخر عنه كالجسد الواحد، وحينما جاء نداء القائد العام للقوات المسلحة من أجل الاستنفار الشعبي خرج من شبابنا وأبناؤنا ونفر كريم بروح وطنية عالية فسقط الشهيد تلو الشهيد في ملحمة سيكتب التاريخ عنها.
على المستوى السياسي فقد انعقدت الأمانة العامة والأمانة السياسية المتخصصة بشكل دائم، وكان موقفنا واضحا عبر الهياكل والقنوات التنظيمية أننا سنعمل على استقرار الدولة وسيادتها وتوجيه البوصلة السياسية نحو بقائها، فجاءت ثلاث رؤى سياسية كان آخرها رؤية تمخضت عن مشاورات وورش عمل ونقاشات مع رصفائنا في القوى الوطنية. سنعمل على تنفيذ هذه المخرجات في أشكال ومستويات مختلفة حتى نصل إلى نهاية هذه الحرب والتمرد ومن ثم الذهاب إلى مسار دستوري يختم بانتخابات عامة يختار فيها أهل السودان من يمثلهم.
إننا إذ نستهل العام الثاني للحرب فإننا نحمل رسائلنا التالية:
أولا: إلى الشعب السوداني:
أصبروا وصابروا فإن الشعوب الحرة تدفع مهر الحرية غالياً ولن يكون للسودانيين رأي ومستقبل ما لم يعبروا هذا النفق الضيق من التاريخ إلى رحاب النور و السيادة والكرامة،
[ad_2]
Source by حركة المستقبل للإصلاح والتنمية – السودان


