[ad_1]
مهند فضل.. حين تُولدُ الشهادة في ميادين العزّ
بقلم/ لام دينق نوت شول
في زمنٍ عزّ فيه الرجال وثقلت فيه كفّة الباطل، بزغ من بين صفوف الشباب رجلٌ صدق ما عاهد الله عليه، ومضى في درب النور بعزم لا تلين له قناة ولا تنكسر له عزيمة. إنه الشهيد مهند فضل، أحد شباب الإسلاميين، ومن خيرة رجال فيلق البراء بن مالك، الذين حملوا على عاتقهم أمانة الكلمة والبندقية، ووهبوا أعمارهم للحقّ حتى آخر رمق.
في محاور كردفان… ارتقى جسدًا وبقي أثرًا
في يومٍ أمس، وعلى ثرى كردفان العزيزة، حيث تتقاطع رياح المعارك مع صلوات المجاهدين، كان مهند على موعدٍ مع المجد. لم يكن طالبًا للفرار، ولا ممن ينتظرون النصر وهم قاعدون؛ بل كان في الخطوط الأمامية، يتقدّم حيث يتراجع الآخرون، ويبتسم حيث تعبس الوجوه.
ارتقى شهيدًا، وارتفعت روحه إلى السماء كما يرتفع النسر حين يشقُّ عنان الأفق… ارتقى بعدما أثبت في ميدان الوغى أن القلوب المؤمنة لا تُقهر، وأن أبناء العقيدة لا تُكسر سيوفهم، ولو التفت حولهم العواصف.
لم يكن مهند من أولئك الذين تغرّهم الأضواء أو المناصب، بل كان جنديًا مجهولًا في الدنيا، عظيمًا في عين الله. عاش متواضعًا، صادقًا، لا يُرى إلا حيث تُسمع صيحات “الله أكبر”، ولا يُعرف إلا في ميادين الجدّ والعمل.
كان يتبع فيلق البراء بن مالك، ذاك الاسم الذي يحمل إرث الفداء، ويستدعي في الذاكرة سيرة الصحابي الجليل الذي طلب من الله الشهادة فنالها. ومهند، على ذات الدرب، سار بثباتٍ ورضا، حتى لقي وجه ربه وقد تشرّفت الأرض بدمه الطاهر.
قد يرحل الجسد، وتغيب الابتسامة التي كانت تبعث الأمل في القلوب، لكن المبدأ لا يموت، والبصمة لا تُمحى. سيظلّ اسم مهند الفضل محفورًا في ذاكرة رفاقه، محفوفًا بالدعاء، ومضيئًا كقنديلٍ على طريق المجاهدين من بعده.
إن استشهاد مهند ليس خسارة، بل هو منارة. هو رسالة لكل من بقي: أن درب العزة مفروش بالتضحية، وأن من أراد النصر فليعرف أن ثمنه الدماء الزكية.
سلامٌ عليك أيها الفارس
سلامٌ على روحك، يا مهند، يوم خرجت من بيتك لا تبحث عن دنيا، بل عن رضا الله. سلامٌ عليك يوم وقفت في وجه الطغيان بسلاحك وإيمانك. وسلامٌ عليك يوم ارتقيت، ونحن نشهد أنك ما وهنت، وما ضعفت، وما بدّلت.
سلامٌ على شهداء الحقّ في كل مكان، وسلامٌ على كل من ساروا على دربك.
كتبنا عنك يا مهند، لا لنرثيك، بل لنُخلّدك، فأمثالك لا تُرثى… بل تُروى سيرتهم للأجيال، ليعلموا كيف تُصنع الكرامة، ومتى تُولد الشهادة.
[ad_2]
Source


