[ad_1]

*سؤال الهوية قبل الرصاصة: عقيدة الجنجويد*
كتب: محمد الأمين عبدالعزيز
إن المشهد الذي تناقلته منصات التواصل لجريمة اغتيال العم أحمد، صاحب المطعم الشهير بالقرب من مستشفى” نبض الحياة” في سوق الفاشر، ليس مجرد جريمة قتل فردية، بل هو ترسيخ لحقيقة مشروع مليشيا الدعم السريع. بدم بارد، وأمام الكاميرات، أُعدم رجل أعزل ومسالم، لم يكن ذنبه إلا أنه حاول النجاة بحياته من حصار وحشي، ولأنه ينتمي إلى الهوية التي قررت هذه المليشيا إبادتها. هذا الفعل الشنيع والقذر لا يمثل انحرافاً في سلوك المليشيا، بل هو التطبيق العملي لعقيدتها القائمة على التطهير العرقي والفاشية الدموية؛ حيث يُطرَح على الضحية سؤال الهوية قبل أن تُطلَق رصاصة الغدر!.
ما يحدث في الفاشر اليوم ليس *وليد اللحظة*، بل هو امتداد لمسار دموي طويل بدأ في قرى دارفور التي أُحرقت وسُويت بالأرض. إنها نفس العقلية ونفس الأدوات. مي
مليشيا الجنجويد، بتركيبتها من المرتزقة وأشباه الرجال، لا تخوض حرباً من أجل السلطة بمفهومها السياسي، بل تشن حرب وجود بهدف اقتلاع شعوب أصيلة من أرضها. إنها ماكينة قتل ممنهجة، تقتل كل من يحاول الخروج من حصارها اللاإنساني، وتستهدف المواطنين الأبرياء الذين كل ذنبهم أنهم يريدون حياة مصونة وكريمة.
رحم الله العم أحمد، الذي كان يعرفه الصغير والكبير في الفاشر بطيبته وأخلاقه، وأصبح اليوم رمزاً للمظلومية وبشاعة هذا العدوان.
إن من يظن أن هذه حرب أهلية فهو واهم أو متواطئ. ما نشهده هو جريمة دولية مكتملة الأركان ضد الإنسانية. إنها حرب بين مشروع إبادة عرقي، مدعوم بالسلاح والمال من الخارج، وبين شعب مسالم يُقتل على هويته ويرفض الانكسار. هذه المليشيا ليست قوة وطنية تسعى لحكم البلاد، بل هي أداة لتنفيذ أجندة خارجية قذرة. إن الجرائم التي تُرتكب في شوارع الفاشر لا تُدار من الميدان وحده، بل من غرف مكيفة في دبي، حيث تضخ الإمارات بسخاء وقود هذه المحرقة، لتصبح شريكاً أصيلاً في واحدة من أبشع حروب التصفية العرقية في التاريخ الحديث.
إن *توثيق جريمة قتل العم* أحمد ونشرها بوقاحة هو أكبر دليل على استهانتهم بكل القوانين البشرية والإلهية، وهو في الوقت ذاته كشفٌ لغبائهم الاستراتيجي. لقد اعتقدوا أن بث الرعب سيحقق لهم نصراً سريعاً، لكنهم لم يدركوا أن هذه الدماء ستكون لعنة تطاردهم. إن التاريخ يعلمنا درساً ثابتاً: المنتصر في كل معارك القيم والإنسانية لم يكن أبداً الأقوى عتاداً، بل كان دائماً الأكثر إنسانية والأصلب قضية. إنهم بقتلهم للعم أحمد لم يقتلوا رجلاً، بل كشفوا عن موت مشروعهم أخلاقياً وإنسانياً.
*في الختام*، فإن دم العم أحمد، ودماء آلاف الأبرياء في الفاشر ودارفور والحزيرة وكل السودان، لن تذهب سدى. إنها ليست مجرد أرقام في إحصائيات الحرب، بل هي نار ستلتهم القتلة ورعاتهم في الداخل والخارج. إنها دين في عنق كل سوداني حر، ووصمة عار على جبين المجتمع الدولي الصامت. هذه الدماء الطاهرة ستتحول إلى وقود لانتصار إرادة الحياة على مشروع الموت، وستبقى شاهدة على أن الشعوب المسالمة قد تُباد، لكنها لا تُهزَم أبداً. رحم الله العم أحمد وألهم أهله وذويه وكل أهل الفاشر الصبر والسلوان، والنصر قريب بإذن الله.
[fb_vid id=”2083373339135807″ reel=”1″]
[ad_2]
Source


