[ad_1]

#كلمة_الهدف
الح.رب على البيئة وإهدار الموارد
وفرت الح.رب الدائرة الآن، منذ نحو 18 شهراً، غطاءً لح.روب وجرائم أُخرى لا تستخدم الرصاص والبنادق والمدافع، ولكنها تستخدم المناشير والفؤوس وآلات القطع والنيران والمواد السامة، ولم تتوقف عندها أجهزة ومنصات الإعلام، المنشغلة بأخبار سير المعارك بين أطراف الح.رب وتصريحات تجارها وخبرائها. فمصيبة الشّعب السُّوداني مع الح.رب لا حدود لها، لم تقتصر على إزهاق أرواح الآلاف، وتهجير الملايين، وتدمير البنى التحتية، ونهب الممتلكات الخاصة والمؤسسات العامة، بما فيها المتاحف والمكتبات ومراكز البحث والجامعات والكليات فحسب؛ بل فتحت مغاليق مجالات الفساد المالي والإداري الذي نخر جسد الإنسان والوطن، مما أدى لوضع البلاد على حافة الهاوية ومنضدة التقسيم، إنْ لم يكن في عمقها الآن. وامتدّ التّخريب والتّدمير والنّهب إلى البيئة والثروات الغابية والنباتية، والموارد ما تحت الأرض وما فوقها. حدث ما لا يمكن تصوره من دمار وخراب طال كل شيء، وبمعدلات لا مثيل لها، تاريخية، مما يرشح البلاد، خلال أشهر معدودة، بفقدان الغطاء النباتي إن لم يقف التّخريب والفساد الهيكلي عند هذا الحد، لأن الذي يجري الآن هو تقنين للظُّلم والتّحايل على القوانين وأخذ حقوق الغير بلا وجه حق، والتّعدي على المال العام ومؤسسات الدولة الذي يعتبر نهب الموارد وتبديدها وتهريبها مجرد غنائم ح.رب، تتقاسم حصص التصرف فيها معسكرات الح.رب وحلفائها كمِلك خاص بهم والتابعين لهم دون بقيّة الشّعب السُّوداني، ولُوّثت البيئة والأرض في السُّودان بالمواد السّامة والمحرمة دولياً “الزئبق والسيانيد” وبعمليات استخراج النفط التي تمّت دون وجود لدراسات الأثر البيئي، التي أثّرت بشكل بالغ الأثر في تدمير وتلوّث الأراضي الرّعوية والزراعية والغابية، في غالب غرب كردفان، ومناطق التعدين الأهلي في غالب ولايات البلاد، فيما أحدثت الح.رب خللاً هائلا في النّظام البيئي وتسبّب تلّوث البيئة في تشوهات وأمراض لا تُحصى للإنسان والحيوان على السواء.
نجد اليوم مساحات واسعة من أم دافوق وأم كدّادة في دارفور، إلى بلقوة وقيسان في النّيل الأزرق، ومن اللّيري وكالوقي وتلودي وأبو جبيهة والتّرتر ورشاد في جنوب كردفان، إلى بارا وجبرة الشّيخ وريفي النّهود في شمال كردفان، ومن الباوقة والعبيدية وبربر وأبو حمد في نهر النّيل، إلى البرقيق ودلقو وعبري وحلفا وعكاشة في الشمالية، تلوّثت فيها المزارع والمياه والغابات والأرض، وتهدّدت حياة وصحة الإنسان وبيئته نتيجة استهتار النّظام البائد وشركاته المتعدّدة منذُ العام 2008م بحياة المواطنين وصحتهم. وما زال التّلوث البيئي يتمدّد في المدن المختلفة وفي الأحياء السكنية بل وفي مؤسسات الحكومة ومقار الأجهزة الرّسمية، دون أدنى اعتبار لحياة المواطنين وصحتهم وسلامة بيئتهم، وتترادم أكوام النفايات في الأسواق والسّاحات والميادين وداخل الأحياء وما يصاحبها. والحكومة وشركاتها تستورد سنوياً ملايين الأطنان من الزئبق وعشرات البواخر المحمّلة بالسِّيانيد، وهي مواد محرمة دولياً وشديدة الخطورة، لتنهب بها الذّهب من المناطق المطيرة المأهولة بالسُّكان التي لا تحتمل هذا النّشاط بدون ضوابط علمية صارمة، وطرق آمنة، لأنه ضار وقاتل، وعرّض وسيعرّض حياة وصحة ملايين المواطنين لخطر الموت وتشوه الأجنة وأمراض السّرطانات والعُقم والفشل الكُلوي وأمراض الصّدر والحساسيات. ظهرت الآثار الكارثية لتلك الأنشطة المدّمرة في مناطق متعدّدة من بلادنا، كأمثلة فقط، منطقة أبو حمد في نهر النّيل، ومنطقة دلقو في الشمالية، ومنطقة التّرتر في جنوب كردفان.
واليوم تدور ح.رب أخرى بالتّزامن مع الح.رب العبثية المدمرة، وهي ح.رب إبادة غابات السُّودان ومحمياته الطبيعية وأشجار الظّل في المُدن والشّوارع، بعد أن أصبحت مورداً مالياً لآلاف القوات النظامية في مناطق الح.رب والنزاعات، ولملايين من مواطني العاصمة الخرطوم والنّازحين الفارين من جحيم الح.رب، في مراكز النّزوح المختلفة، الذين استحال عليهم الحصول على غاز الطبخ، سواء بندرته أو انعدامه في بعض المناطق أو ارتفاع أسعاره (سعر أنبوبة الغاز 12 كيلو نحو 42 ألف جنيه، حوالي 17 دولار أمريكي، في بورتسودان وأم درمان)، أو توفّر خدمة كهرباء مستقرّة، وبذلك تتحمّل أطراف الح.رب المسؤولية الجنائية والأخلاقية والتّاريخية عن كل ما جرى وما يجري في السُّودان من تلوُّث بيئي وتدمير اقتصادي واجتماعي، وإفساد لحياة أهل السُّودان وخلخلة سلمها الأهلي وتماسك نسيجها بخطاب الكراهية والتعبئة العنصرية.
كلمة الهدف
حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
2024/9/30
[ad_2]
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل


