[ad_1]
#أحمد_عثمان_جبريل
#يكتب:
عبد الرحمن الصادق المهدي: جنرال في إجازة من التاريخ
بعد سنوات من الجلوس الوثير في دهاليز القصر الجمهوري، وبعد أن لُفَّت كتفاه بنياشين لم تعرف رائحة البارود، قرر عبد الرحمن الصادق المهدي، مساعد الرئيس المخلوع، وابن الإمام وزعيم حزب الأمة التاريخي، أن يخرج من خيمة المؤتمر الوطني.. لا لينضم إلى صفوف الجماهير الثائرة، بل ليلتحق مجددًا بالركب السياسي من بوابة الحزب الذي لم ينتظره أحد على بابه.
يأتي هذا “الرجوع” وسط تساؤلات لا تقل عن ضجيج الثورة نفسها التي حينما انطلقت كان يساعد البشير في وأدها ويجمل وجه النظام : فما الذي يدفع رجلًا قضى قرابة عقدٍ من الزمان في كنف النظام البائد، صامتًا حينًا، ومبتسما في وجه السلطان حينا آخر، لأن يخلع بزته العسكرية ويعيد تقديم نفسه كسياسي لحزب معارض كان حتى بالأمس وربما لا يزال يجلس في خندق اعداه، فما الذي تغير حتى يقفز من سفينة المؤتمر الوطني؟
لمن نسي، كان عبد الرحمن الصادق قد اختار، طواعية، موقعه كمساعد لرأس السلطة آنذاك، مشاركًا في نظام قاومه والده وأُزهقت بسببه أرواح، وسُجنت بسببه أجيال على رأسهم والداه وأخواته واخوانه، فهل كان وجوده هناك محاولة للإصلاح من الداخل؟ أم تحصيل حاصلٍ لامتيازات الاسم وسُكر القرب من “الحوش الكبير”؟
العودة إلى المشهد السياسي عبر حزب الأمة، في ظرف دقيق ومرحلة سياسية معقدة، تطرح أسئلة مشروعة:
هل غادر عبد الرحمن المؤتمر الوطني، أم أن المؤتمر لا يزال مقيمًا فيه؟
هل استقال من دوره القديم، أم يبحث عن دور جديد في مسرح تغيّرت ديكوراته ولم يتغيّر نصّه؟
لا يمكن قراءة عودته بعيدًا عن إرث المهدي.. ذلك الاسم الذي تتجاذبه الرمزية الثورية حينًا، والوراثة السياسية حينًا آخر، فقد ظل عبد الرحمن طوال مسيرته متأرجحًا بين كونه “ابن الإمام” و”ابن الدولة – المؤتمر الوطني” دون أن ينجح في بناء رصيد شخصي مستقل خارج هذا التنازع.
الذين يمسكون بجمر النضال الحقيقي، ويتعرّقون في خنادق الأحزاب وتنظيماتها، يرون في عودته قفزًا على التضحيات، واستثمارًا متأخرًا في رصيد نضالي لم يشارك فيه إلا بالألقاب.
أما الشارع، الذي لم يعد ينسى بسهولة كما كان يُقال، فينظر إلى أمثال عبد الرحمن بوصفهم جزءًا من مأساة المشهد، لا حلوله.
في السياسة، قد تكون الذاكرة قصيرة، لكنها ليست معدومة، وعبد الرحمن الصادق، رغم كل ما يحمله من اسم، مطالب بتفسير طويل لما حمله على التماهي مع نظام أطاح به الشعب، لا أن يعود اليوم مطالبا بحصة في ميراث النضال.
فالتاريخ لا يمنح شهادات حسن سيرة بالتقادم.. إنا لله ياخ .. الله غالب.
#كيزان_معاتية
#حرب_عبثية
#لازم_تقيف
[ad_2]
Source


