[ad_1]
*فخ المركزية وخط الطابور الخامس: تجاهل الأقاليم ودماء الفاشر*
كتب: محمد الأمين عبدالعزيز
في وقت يحتاج فيه وطننا السودان إلى وحدة وصمود، يظهر فخ خطير باسم التخاذل، خط الطابور الخامس الذي يركز اهتمامه فقط على العاصمة الخرطوم ومثلث حمدي، متجاهلاً بقية الولايات التي لا تزال تعاني وتنزف. هؤلاء يروّجون كذبة بأن معركة دحر مليشيا الدعم السريع قد انتهت، متناسين بقصد أو غفلة ما يجري في كردفان ودارفور، الإقليمين اللذين ما زالا يشهدان صراعات ودماء، كأنهما خارج حدود وطننا.
ولا يقتصر الأمر على هذا التجاهل فقط، بل إن بعض أعضاء مجلس السيادة يظهرون في مناطق بعيدة عن ساحة القتال، يحمّسون ويحتفلون بسياسات تقليدية وأعياد عسكرية، متجاهلين التباطؤ والفتور في العمليات العسكرية الحقيقية التي يجب أن تحرر بقية السودان.
هذا الانشغال بالمظاهر يعكس انحرافاً في الأولويات ويزيد من شعور الإهمال والإحباط في الأقاليم الأخرى.
النموذج الأوضح لهذا التخاذل هو مأساة مدينة الفاشر، المحاصرة منذ ما يقرب من عامين، والتي تعرضت لأكثر من ٢٠٠ هجوم، إلا أن قيادة القوات المسلحة لم تتحرك بجدية لتنسيق تحرير المدينة وفك الحصار عنها، أو لضمان وصول المساعدات الإنسانية الضرورية للسكان الذين يموتون يومياً جوعاً ومرضاً. هذا الصمت يعكس تجاهلاً مؤلماً للدم السوداني في تلك الأرض. ويرسخ لحقيقة أن الدم السوداني ما واحد.!
لكن رغم هذه التحديات، لا يمكن أن نستسلم. الحلول واضحة إذا ما تجمعت الإرادة:
1. توحيد القيادة السياسية والعسكرية لعمل منسق وجاد في تحرير كل ولايات كردفان ودارفور، بلا تفرقة أو إهمال.
2. التحرك فوراً لفك الحصار عن الفاشر وتوفير مساعدات إنسانية عاجلة لإنقاذ السكان.
3. تعزيز التواصل مع أهل كردفان ودارفور وإشراكهم بشكل حقيقي في صنع القرار الوطني، ليشعروا بأنهم جزء لا يتجزأ من الوطن الكبير الواحد الموحد.
4. مواجهة خط الطابور الخامس بحملات توعية تبرز أهمية الوحدة الوطنية وأهمية كل إقليم في بناء السودان.
5. التركيز على قوة العمليات العسكرية ونجاحها بجدية وشفافية، بعيداً عن الاحتفالات والطقوس التي تلهي عن الواقع الحقيقي.
السودان واحد، مهما حاول البعض أن يجزئه أو يهمشه. وحدتنا وشموخنا الحقيقي يبدأ عندما نُعلي صوت الأقاليم ونراعي دماء كل جندي ومدني في كل بقعة من وطننا.
[ad_2]
Source


