[ad_1]
#عملاء_الخارج
تاريخ الشعوب مليء بالقصص التي تدور حول لحظات التحول الكبرى، ومن أبرز هذه اللحظات تلك التي يقرر فيها الشعب التخلص من القادة الذين لا يمثلون إرادتهم بل يعملون كأدوات في أيدي قوى خارجية.
هذا القرار المصيري رغم أنه يمثل خطوة نحو الحرية والسيادة، غالباً ما يأتي مصحوباً بثمن باهظ جداً، وهذا ما حدث مع قيادات ما تسمى قوى الحرية والتغيير (قحت) وقيادات قوات الدعم السريع المتمردة.
عندما اكتشف الشعب السوداني ومؤسسات الدولة السودانية أن قرار هؤلاء الأشخاص لم يكن وطنياً وإنما كان قرار دول من وراء البحار، تصدى الشعب وقادة الجيش لهذا التحدي الجسام، فالدولة السودانية لم تواجه فقط هؤلاء الأشخاص الذين باعوا وطنهم وحتى عائلاتهم الصغيرة والممتدة، بل واجهت شبكة معقدة من المصالح المتشابكة بين الداخل والخارج.
القادة العملاء لا يأتون من فراغ، فهم مدعومون مالياً وعسكرياً وسياسياً، لذا فإن التخلص منهم غالباً ما يقابل بمقاومة شرسة، هذه المقاومة لا تقتصر على القادة العملاء أنفسهم، بل تمتد إلى القوى الخارجية التي ترى في هؤلاء القادة أدوات لتحقيق مصالحها.
فتتخذ هذه القوى أشكالاً متعددة من استهداف الدولة، بدءاً من العقوبات الاقتصادية التي تخنق الشعب، مروراً بالتدخل العسكري المباشر أو دعم فصائل مسلحة من الداخل لزعزعة الاستقرار، وصولاً إلى حملات التشويه الإعلامي التي تستهدف كل من يرفع شعارات الوطنية ورفض فرض الوصايا الخارجية.
إن الثمن الباهظ للتخلص من هؤلاء القادة العملاء يمتد إلى فقدان الأرواح البريئة واغتصاب النساء وسرقة الأموال وتدمير البنية التحتية للدولة، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد بل تتراجع التنمية لسنوات طويلة وفي أحيان كثيرة ينتهي الأمر بترك الدولة في حالة من الهشاشة، مما يجعلها عرضة للتدخلات المستقبلية أو العمل على صنع صراعات داخلية بشكل مستمر لتستمر الأزمات ردحاً من الزمن.
رغم كل هذا الثمن الباهظ، يبقى قرار التخلص من هؤلاء القادة العملاء للخارج خطوة حاسمة نحو بناء دولة حقيقية، فذلك يمثل إعلاناً للسيادة الوطنية ورفضاً للتبعية.
يجب على الشعب أن يدرك أن هذه الرحلة ليست سهلة أبداً، بل تتطلب وعياً حقيقياً ووحدة وطنية قوية واستعداداً للتضحية من أجل مستقبل أفضل.
فالحرية الحقيقية ليست هدية تقدم بل هي حق ينتزع بثمن غالٍ، ويبقى هذا الثمن الباهظ شاهداً على إرادة شعب رفض أن يُحكم من الخارج.
المستشار/ محمد السر مساعد
[ad_2]
Source


