[ad_1]
الكهنة الكُبار،
وهمة تعدد مراكز القرار،
منذ اندلاع الحرب، يلحظ المتابع الحصيف أن ميليشيات الدعم السريع، في خطابها الإعلامي التضليلي، قد لجأت هي وحلفاؤها إلى تكتيك في الحرب النفسية يهدف إلى ضرب وحدة القيادة. وهذه الوحدة في القيادة ركيزة أساسية في المؤسسة العسكرية السودانية، ومفتاح من مفاتيحِ الانتصارات التي دحرت هؤلاء المرتزقة من الخرطوم والجزيرة وغيرها من المناطق التي حررتها قواتنا المسلحة من ميليشيات الشتات.
ويظهر هذا التكتيك كلما بدت تصريحات متباينة، أو قرارات يظنها بعضهم متناقضة؛ فتندفع الأبواق الإعلامية للميليشيات وأعوانها مسرعة لتكرارِ عبارة “وجود أكثر من مركز قرار داخل الجيش”، بهدف كسب ثقة الجمهور، وإرباك الحلفاء الخارجيين، وزرعِ الشك، وإضعاف الروحِ المعنوية للجنود والمواطنين.
لكن جنرالات الجيش قابلوا هذا التكتيك بحيلة معاكسة؛ إذ وظفوا تنوع التصريحات لاستقطاب طيف واسعٍ من الحلفاء. فيخرج ياسر العطا بتصريحات تُروق للإسلاميين والمحافظين، بينما يطل كباشي بمواقف تُرضي القوى المدنية وبعض دول الإقليم والغرب. وهذه الاستراتيجية حققت نتائج جيدة، فمثلاً عندما فرضت الدول الغربية حظرا على توريد السلاح، استفاد قادة الجيش من علاقاتهم بالإسلاميين لتأمينِ بدائل، واستفادوا من أعداء الإسلاميين لإيجاد بدائل أخرى، وهكذا من أمور تُقال وأخرى لا تُقال.
بهذا الأسلوب، يتعامل الجنرالات مع هؤلاء السياسيين كما لو كانوا أحجار شطرنج، بينما هم على قلب رجل واحد، يمارسون “ص.ع.ل.ك.ة الكلية الحربية”، ويضحكون في سرهم على بساطة النخب السياسية التي لا تتلاعب الآن بأحد سوى ميلشيات الدعم السريع، في حين يظن الدعم السريع أنهم هم من يتلاعبون بها.
[ad_2]
Source


