[ad_1]
#مجريات_الأمور
إنّ قراءة مجريات الأمور والأحداث المستقبلية القريبة ليست ضرباً من الغيب بل هي نتاج خبرة معرفية وسياسية متراكمة.
هذه الخبرة تمكن من تحليل تصرفات الأفراد والتنظيمات، واستقراء أهدافهم قبل أن تظهر للعلن، وعلى مر الأزمات التي مر بها السودان ظهر هذا المنهج جلياً فما قيل بالأمس وأثار الانتقاد أصبح اليوم حقيقة مؤلمة.
لقد حذرنا في السابق من أن قيادات قوات الدعم السريع، وهم في موقع السلطة كانت تسعى للسيطرة على السودان وقوبل هذا التحذير بالاستهجان.
ومع اندلاع الحرب أكدنا أن الحل يبدأ بإبعاد البرهان عن السلطة لأنه كان السبب الرئيسي في تضخم قوة هذه القوات وتزويدها بالعتاد.
ورغم أن البعض لا يزال يراه البطل المخلص إلا أن الوقائع على الأرض تقول غير ذلك فالجيش تحت قيادته انسحب من جميع ولايات دارفور باستثناء الفاشر، ومن ثم انسحب من الجزيرة وسنار.
عندما كانت المدرعات تقاتل بشراسة أكدنا أن صمودها كان بفضل كتائب الدفاع الشعبي وليس بسبب الجيش الذي انسحب منها أكثر من مرة.
هذا القول أثار استياء حتى بين بعض قياداتنا لكننا أصررنا على أن تضحيات هؤلاء المقاتلين لا يجب أن تُنكر أو تنسب إلى غير أهلها.
وبعد أن ثبت للجميع أن هذه الكتائب هي من ثبتت المدرعات في وجه أقوى الهجمات تناسى الكثيرون انتقاداتهم السابقة لنا.
الأمر لم يتوقف عند المدرعات فكنا نقول دائماً إن من يقاتل في أم درمان وبحري والخرطوم ليس الجيش بل كتائب الدفاع الشعبي وقوات هيئة العمليات وقوات الاحتياطي المركزي، ورغم أن هذه الحقيقة تثير غضب البعض إلا أن الواقع يؤكدها فالجيش اقتصر دوره في العاصمة على سلاح الطيران والمدفعية وحماية معسكراته.
لقد كنت من اوائل المطالبين بإعلان التعبئة والاستنفار العام في وقت مبكر بل تحدثت مع قيادات كبيرة في الدولة والجيش، محذراً من أن الجيش لن يستطيع القتال وحده وأن العاصمة ستحترق.
قوبلت هذه الدعوات بالرفض حتى من قيادات عسكرية كبيرة إلى أن سيطر المتمردون على كامل العاصمة ونهبوا أموال المواطنين وهرب السكان للحفاظ على سلامتهم.
إن المصلحة العليا للدولة تتطلب اليوم عزل البرهان ومجموعته العسكرية والأمنية ورغم كل الإخفاقات التي تسببت في هذا الوضع المأساوي لا يزال البعض يدافع عنهم.
دعوتي الحالية لاِنسحاب كتائب قوات الدفاع الشعبي من العمليات العسكرية، وأن يصبح دورهم فقط حماية المدن وليس المشاركة في القتال سببه بأن لا يتم استخدامهم كبش فداء أمام المجتمع الدولي الذي يتآمر قادته على بلادنا وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
في النهاية على السياسي أن يقول الحقيقة وينور العامة بها دون مجاملة فالمصلحة العليا للدولة والمجتمع هي الأهم، وليس رضا الناس.
المستشار/ محمد السر مساعد
[ad_2]
Source


