[ad_1]

#كلمة_الهدف
تأجيل امتحانات الشهادة السُّودانية رغم تأثيره على معنويات الطلاب أهون من تقسيم وجدان الشعب واستمرار معاناته
تطاول أمد الح.رب كل هذا الوقت، ودون أفق يلوح لوضع حدٍ لأهوالها، من لدُن أطرافها ومموليها، يعني بالنتيجة، استمرار تغييب مؤسسات الدولة وعجزها عن القيام بوظائفها وتقديم خدماتها، بما فيها الأساسية منها، وعلى رأسها التعليم. كما كشف تطاول أمد الح.رب استهتار طرفيها بحياة المواطنين وحقوقهم ومصالحهم، والإضرار بمستقبل أبنائهم وتعريض وحدة البلاد وسلامة أراضيها للتّفتيت.
سبق لحزب البعث العربي الاشتراكي عبر بياناته، و”كلمة الهدف ” التحذير من خطورة سعي سلطات حكومة بورتسودان، ووزارة التّربية والتّعليم، لإجراء امتحانات الشّهادة السُّودانية المؤجلة، دون توفير شروطها الأساسية وضمان “قوميتها”، وأكّد أنّ هذا المسعىٰ لا يعدو كونه هروب من المسؤولية الأخلاقية والتّربوية والتّاريخية التي تنتظرها، إذ أن تأمين الامتحانات وحفظها ونقلها وتهيئة ظروف المعلمين وأوضاعهم لمراقبتها، وسلامة حياة الطُّلاب والمراقبين الشّخصية، والإعداد الجيّد للمراكز، وضمان عدم تسرُّبها، هي شروط لازمة، لا غنى عنها في كل الأحوال، لإجراء امتحانات نتيجتها مقبولة ومعترف بها من كل الأطراف، أولياء الأمور، المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية المعنية، وهو ما يتعذّر تحقّقه في ظل استمرار الح.رب وتصعيد أطرافها حِدّة المواجهات،كما أنّ الأمر ليس مجرد إجراءات شكلية وروتينية، من دفع رسوم، وأرقام جلوس وورقة أسئلة؛
امتحانات الشّهادة السُّودانية قضية وطنية في المقام الأول، ومسألة تُؤكّد سيادة الدّولة السُّودانية وحماية أمنها القومي، وتصُون سمعتها الخارجية، وتكفل حق كافة الطلاب المعنيين بها، وهي أمور ظلّت مرعية من القائمين على أمرها بجهود تراكمية عظيمة وإخلاص وتجرد في المهنة طيلة عمر الوزارة. والامتحانات التي حُدّد لها يوم 28 من هذا الشّهر، لم يتبق لها سوى ثلاثة أسابيع، وما زالت المعارك الضّارية تدور في مناطق واسعة من الولايات، وتتّسع دائرتها كل يوم، ولم يتمكن الآلاف من الطُّلاب الوصول إلى الأماكن التي سمّتها السُّلطات آمنة، بسبب ممارسات شائهة وقيود وقوانين تمييزية معيبة كقانون “الوجوه الغريبة” الغريب على التّجربة التّشريعية في بلادنا، بدءاً من مسماه. تلك الممارسات قسّمت المجتمع بين أطراف الح.رب، وحدّت من حركة تنقّل وسفر الطُّلاب. وأدّت إلى رفض ولايات كردفان ودارفور وبعض أجزاء في ولاية الخرطوم والجزيرة، إرسال طُلابها إلى مناطق سيطرة الجيش، لأنها لا تضمن سلامتهم، ولم تُقدّم سلطات حكومة بورتسودان، أي ضمانات بذلك. خذلت أطراف الح.رب الشّعب السُّوداني مجددا بعدم الاستجابة لنداءات تجمعات المعلمين وأولياء الأمور والحادبين على مستقبل التّعليم، بتحويل مسعى إجراء الامتحانات، الذي لا جدال حول أهميته، إلى دافعية وتوجّه نحو إيقاف المواجهات الدّامية، على الأقل خلال فترة الامتحانات التي لا تتجاوز الاسبوعين، لإتاحة الفرصة لأبنائنا في الدّاخل من الجلوس للامتحانات في أجواء يتوفّر فيها الحد الأدنى من الاطمئنان النّفسي .
هناك مخاوف جدية تهدد بضياع مستقبل الآلاف من الطلاب والطالبات، ولذلك ثمّة علاقة عُضوية، بين مسعى إجراء امتحانات الشّهادة السُّودانية ووقف إطلاق النار والعمليات الح.ربية، حتى نضمن سلامة الطلاب وتوفير بيئة آمنة، تحقّق العدالة والشُّمول للامتحانات، وتستجيب لمطلوبات الشّهادة السُّودانية ورغبات جميع أهل السُّودان، في إجراء امتحان بمعايير مهنية وموضوعية عادلة، تُوحّد وجدان أبنائهم، لا أن تشرخه، وتسهم في التّقريب بينهم، لا أن تُمزّق وحدتهم النّفسية ولا تزيد من حدّة خطاب الك.راهية وتهديد رواسي التّدامج الوطني والسّلم الأهلي، الذي انتجته الح.رب، كأحد تجليات تعبيرات قوى التّخلف والتّبعية والخواء الفكري المنخرطة فيها. فاستجابة وزارة التّربية والتّعليم لمطالب التّأجيل مشفوعاً بما سبق، مع الأوضاع الجارية في بلادنا، يتيح لطلاب ولايات دارفور، وكردفان، والجزيرة والخرطوم، والنازحين من شرق الجزيرة، وسنار والعالقين في الطرق ومحطات السّفر، اللّحاق بالامتحانات في المستقبل، فالذين سجّلوا في مناطق سيطرة الجيش، لم يتجاوز عددهم 20 ألف كما أُعلن، وهو رقم متواضع جداً مقارنة بأعداد الممتحَنين قبل الح.رب. ورغم الآثار النّفسية والمعنوية السيئة التي يمكن أن يرتّبها تأجيل الامتحانات في نفوس الطلاب، لكنها أهون بكثير من إجرائها بمن حضر، في هذه الظروف الصّعبة والأوضاع الإنسانية بالغة التعقيد، واستخدامها أداة لتكريس الح.رب، كحالة طبيعية، وهو فعل يُسهم نفسياً في شرعنة مخطط الح.رب، بتقسيم الوطن وتهديد وحدة شعبه، وهو ما تسعى إليه أطراف الح.رب، راغبة أو مكرهة، وقوى إقليمية ودولية في السّر والعلن.
[ad_2]
Source by حزب البعث العربي الاشتراكي – الأصل


