[ad_1]
سيادة السودان.. خط أحمر يرسمه أبناؤه
كتب: محمد الأمين عبدالعزيز
في خضم التحديات الجسيمة التي تعصف بالوطن، تبرز قضية السيادة الوطنية كحصن أخير يجب على الجميع حمايته والذود عنه. إن حرمة الشأن الداخلي ليست مجرد شعار سياسي، بل هي واجب مقدس ومسؤولية تاريخية تقع على عاتق كل مواطن سوداني غيور. فالخلافات السياسية الداخلية، مهما بلغت حدتها، يجب أن تبقى ضمن البيت السوداني، لأن السماح بتجاوزها أسواره نحو الخارج هو بمثابة فتح أبواب الوطن لرياح التدخلات التي لا تسعى إلا لمصالحها الخاصة، مستغلةً الانقسامات لتفكيك النسيج الاجتماعي وتهديد الأمن القومي.
إن من أخطر الممارسات التي تضرب في خاصرة الوطن هي قيام بعض أبنائه بتسريب المعلومات أو تقديم وشايات كاذبة ضد إخوة لهم في المواطنة إلى جهات أجنبية!. هذا الفعل ليس مجرد خلاف في الرأي، بل هو عبور للخط الفاصل بين الاختلاف المشروع والخيانة الضارة. فمن الواجب على كل سوداني أن يدرك أن أي معلومة تُقدَّم لجهة خارجية، قد تُستخدم كسلاح ليس فقط ضد فرد بعينه، بل ضد استقرار السودان بأكمله. لذا، فإن مواجهة أي أجنبي يسعى لاستدراجك في الحديث عن الشأن الداخلي، ووضعه عند حده، هو فعل وطني من الدرجة الأولى ودفاع استباقي عن سيادة بلدك.
وما قضية القائد الميداني “المصباح” إلا مثال صارخ ومؤلم على هذه الحقيقة المرة. فبعد أن نال حريته، وجد نفسه مرة أخرى خلف الأسوار لدى السلطات المصرية، لا لجرم ارتكبه، بل بناءً على اتهامات ملفقة قُدّمت -بحسب ما يتواتر- من بعض الخونة الذين أرادوا استغلال نظام دولة أخرى لتصفية حسابات داخلية وإثارة الفتنة. هذا الحادث المأساوي يدق ناقوس الخطر، ويثبت كيف يمكن للضغائن الشخصية أن تتحول إلى خنجر مسموم يوجهه الأخ لأخيه عبر يدٍ أجنبية، مما يخدم أجندات خارجية ويزيد من تأجيج الصراع.
عليه، لا بد من وقفة حازمة ومراجعة وطنية شاملة. يجب أن يتوقف هذا العبث بأمن السودان فوراً. إن الدفاع عن خصوصية الشأن السوداني يبدأ من كل فرد، من خلال رفضه القاطع أن يكون أداة في مشروع تدخل خارجي، بغض النظر عن انتمائه السياسي أو موقفه من أطراف الصراع. فلتكن خلافاتنا سودانية بحتة، ولتكن حدود الوطن هي نهاية كل حديث وبداية كل ولاء. إن حماية السودان اليوم هي مسؤولية جماعية تتطلب وعياً ويقظة ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
#أطلقوا_سراح_المصباح
#كلنا_المصباح
[ad_2]
Source


