[ad_1]
وحدة الصف المقاتل: صمام الأمان لانتصار السودان ومستقبله
كتب: محمد الأمين عبدالعزيز
في خضم المعركة المصيرية التي يخوضها السودان ضد تمرد مليشيا الدعم السريع، تبرز وحدة الصف بين القوى المقاتلة كضرورة حتمية وعامل حاسم لتحقيق النصر. إن اصطفاف القوات المسلحة السودانية، والمشتركة، ودرع السودان، والكتائب الثورية والبراؤون والمستنفرين من أبناء الشعب وكل التشكيلات المقاتلة، في جبهة متحدة ومتماسكة، لا يمثل مجرد تكتيك عسكري، بل هو تجسيد للإرادة الوطنية الجامعة للحفاظ على الدولة ووجودها. فالعدو لا يفرق بين مكونات هذه الجبهة، واستهدافه هو كيان الدولة السودانية بأكملها. لذلك، فإن أي خلل في هذا البنيان المتراص يمثل ثغرة قد ينفذ منها التمرد لإطالة أمد الحرب وزيادة كلفتها البشرية والمادية، مما يجعل من التماسك والتنسيق الكامل بين جميع هذه القوى على الأرض شرطاً أساسياً لدحر التمرد واستعادة الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.
لا تقتصر أهمية هذه الوحدة على المرحلة الحالية من العمليات العسكرية، بل تمتد لتشكل حجر الزاوية لمستقبل السودان في مرحلة ما بعد الحرب. فالتحديات التي ستواجه البلاد، من إعادة الإعمار إلى بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية راسخة، تتطلب هذه التسوية الشبابية في جبهة داخلية قوية ومتماسكة قادرة على قيادة المرحلة الانتقالية. إن الوحدة التي تتشكل اليوم في خنادق القتال بين مختلف المكونات العسكرية والشعبية هي النواة الصلبة التي يمكن البناء عليها لتأسيس عقد اجتماعي جديد، يضمن المشاركة العادلة لجميع أبناء الوطن في بناء سودان المستقبل، ويحول دون الانزلاق مجدداً إلى مربع الصراعات الداخلية، ويؤسس لجيش قومي موحد يكون صمام أمان للوطن.
ولكن هذه الوحدة الضرورية تواجه تحديات خطيرة، ليس فقط من الداخل، بل من الخارج أيضاً. وخير مثال على ذلك هو حادثة اعتقال المقاتل مصباح أبو زيد، أحد قادة العمليات الميدانية البارزين في مواجهة التمرد، من قبل السلطات المصرية أثناء زيارته لأسرته. حيث تم احتجازه لخمسة أيام متواصلة دون أي مسوغ قانوني واضح، وهو ما أثار موجة غضب عارمة في الأوساط السودانية، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي التي ضجت بالاستنكار، معتبرة هذا الإجراء “طعنة في الظهر” ومؤشراً خطيراً على مواقف قد تضر بمجهود الحرب ضد المليشيا. إن مثل هذه التصرفات من دولة جارة وشقيقة لا تخدم سوى أعداء السودان، وتهدد بزرع بذور الشك والفتنة بين مكونات الجبهة المتحدة.
تكمن الخطورة في تداعيات مثل هذه الحادثة، فهي لا تهدد فقط بتوتر العلاقات الاستراتيجية بين السودان ومصر في وقت حرج، بل الأخطر من ذلك أنها قد تُستغل لضرب الثقة داخل الصف المقاتل السوداني. إن استهداف قادة ميدانيين بهذه الطريقة يبعث برسائل سلبية قد تؤثر على معنويات المقاتلين وتفتح الباب أمام تحليلات وتكهنات تضر باللحمة الداخلية. لذا، فإن الرد الأمثل على هذه التحديات يكمن في زيادة التلاحم وتقوية أواصر الثقة بين جميع مكونات الجبهة المقاتلة، وتحصين القرار الوطني من أي تدخلات خارجية، والتأكيد على أن وحدة الهدف والمصير هي الكفيل الوحيد بتجاوز كل العقبات، وتحقيق النصر الناجز، وبناء الدولة السودانية التي يرتضيها جميع أبنائها.
نصر من الله وفتح قريب
#فك_حصار_الفاشر
[ad_2]
Source


