بسم الله الرحمن الرحيم
إلى فخامة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن
رئيس مجلس السيادة الانتقالي – القائد العام للقوات المسلحة السودانية
الموضوع: كلمة وفاء لرجل الوفاء – القائد المصباح أبو زيد طلحة
فخامة القائد،
أنا لام دينق نوت شول، صحفي جنوبي سوداني، عركتني ساحات الكلمة كما عركت القائد المصباح أبو زيد طلحة ساحات القتال. ولئن كان قلمي يحرس الحقيقة، فإن سيفه كان يحرس الوطن.
هذا الرجل، الذي اعتقلته السلطات المصرية ؛ ليس اسماً عابراً في سجل المقاتلين، بل هو صفحة مضيئة في كتاب الكرامة السودانية. من يقرأ سيرته يدرك أن البطولة ليست صدفة، وأن الفداء ليس شعاراً، بل عهدٌ قطعه على نفسه منذ أن قرر أن لا يعيش إلا حراً ولا يموت إلا مرفوع الرأس.
في معركة الكرامة، كان المصباح أبو زيد طلحة يقتحم الصفوف الأمامية بثبات من يعرف أن الرجوع خيانة، وأن التردد موت قبل الموت. كان يقود رجاله وكأنه يقود جيوشاً من المعنويات قبل أن يقود السلاح. وفي قلب المعركة، كان يحمل زمزمية الأنسولين على كتفه، يضبط بها سكر دمه كما يضبط بندقيته، في مشهد يلخص معنى التحدي والإرادة التي لا تنحني.
اليوم، يقبع هذا القائد – وهو المريض بداء السكري – خلف القضبان في بلد شقيق، بينما كان الأولى أن يُكرَّم على شجاعته، ويُحتفى به كأحد جنود الوطن المخلصين. إن تركه هناك، وهو الذي وقف يوم انفضّ كثيرون، سيكون وصمة في جبين الوفاء، ونقطة سوداء في ذاكرة الشرف العسكري.
فخامة القائد،
إن التاريخ يكتب الآن، وستذكر الأجيال من وقف مع رجاله كما ستذكر من تركهم. نحن نناشدكم، بصفتي صحفياً حمل قلمه للدفاع عن الحق، أن تحملوا أنتم سيف الدولة لإنقاذ القائد المصباح أبو زيد طلحة من محبسه، وأن تجعلوا من هذه القضية امتحاناً جديداً لصلابة الموقف السوداني.
أكتب هذه الكلمات وفي قلبي يقين أن الوفاء لا يُشترى، وأن السودان لا يخذل أبناءه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لام دينق نوت شول
Source