[ad_1]
تبرئة رياك مشار… انتصار إرادة النوير وسقوط ورقة التوت عن دمية جوبا
بقلم:لام دينق نوت شول
تبرئة رئيس الحركة الشعبية المعارضة، الدكتور رياك مشار، من التهم الملفقة ضده، ليست حدثًا عابرًا في السياسة الجنوب سودانية، بل هي صفعة مدوية للنظام في جوبا، وإعلان انتصار لإرادة النوير التي رفضت الانكسار، حتى في أحلك الظروف. هذه الخطوة جاءت بضغط إقليمي ودولي كثيف، لتعيد عقارب المشهد السياسي إلى ما قبل أحداث الناصر، في مشهد يؤكد أن إرادة الشعوب قادرة على هزيمة ألاعيب الطغاة.
لم تكن هذه التبرئة وليدة اللحظة، بل هي نتاج صفقة سياسية مكتملة الأركان، شملت أيضًا جناح رئيس الحركة الشعبية المؤقت، استيفن فار، الذي لم يكن صدفة أن يطالب مؤخرًا بالإفراج عن مشار. كان يعلم أن الرياح السياسية – داخلية وخارجية – تهب في اتجاه رفع الإقامة الجبرية عن القائد الذي حاولوا تهميشه، لكنه ظل الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه.
كل السيناريوهات تشير إلى أن عودة مشار إلى منصبه ليست منحة من أحد، بل فرضت نفسها على الطاولة بفعل صمود النوير وإصرارهم على عدم السماح بدفن اتفاقية السلام أو تحويلها إلى جثة سياسية. ومع ذلك، فهذه الاتفاقية – رغم قدسيتها في عيون العواصم الكبرى – لم تعد أكثر من ورق مهترئ، جف حبره قبل أن تجف دماء الأبرياء، لكنها بالنسبة لأصحاب الأجندات الخارجية مجرد أداة لإبقاء سلفاكير في مقعد الحكم كدمية تُدار بالخيوط من وراء الحدود.
أما مماطلة الحكومة في تعيين بديل لمشار، وتأجيل محاكمته، فلم تكن سوى مسرحية سيئة الإخراج، هدفها إظهار أن الأمر قانوني، بينما الحقيقة أن القرار كان سياسيًا منذ اللحظة الأولى، تحسمه ضغوط الخارج، لا إرادة الداخل.
اليوم، تُثبت الأحداث أن إرادة النوير انتصرت، وأن كل محاولات إقصاء مشار لم تكن سوى وهم تلاشى أمام ثبات قومه. وأما سلفاكير، فلم يعد في نظر الكثيرين سوى واجهة تحركها أصابع لا تمت لجوبا بصلة، تخدم مصالح لا علاقة لها بمصلحة الشعب.
[ad_2]
Source


