[ad_1]
حياة عبد الملك… حينما يختبئ التعصب الإثني خلف ستار الدين
بقلم :لام دينق نوت شول
في عالم الفكر والسياسة، قلّما تجد مشهداً أكثر إثارة للدهشة من شخص يرفع راية تيار يرفض العنصرية ، ثم يجعل من خطاب الكراهية زاده اليومي ولسان حاله. “حياة عبد الملك” نموذج صارخ لهذا التناقض؛ فهي تنتمي إلى قبيلة غير ناطقة بالعربية، نشأت في بيئة كان يمكن أن تكون جسر تواصل بين الأعراق، لكنها اختارت أن تكون جدار فصل يقسم ولا يجمع.
انتماؤها السابق للحركة الإسلامية – التي ترفع في شعاراتها راية “لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى” – لم يفلح في تهذيب خطابها أو صقل وعيها. بل العجيب أنها تبنت أبشع صور الخطاب العنصري، وكأنها لم تسمع يوماً أن الإسلام الذي تزعم الانتساب إليه جاء ليكسر قيود العصبية القبلية ويجعل من التنوع مصدر قوة لا سبب فرقة.
لغة “حياة عبد الملك” تنضح بالتحقير والازدراء للآخر، لا تكتفي بالاختلاف الفكري أو النقد الموضوعي، بل تغرق في وحل التنابز والتقسيم العرقي، وكأنها تسعى لإشعال نيران فتنة لا تبقي ولا تذر. إنها تمارس ما يشبه “الانتحار الفكري”؛ فهي تهدم من داخلها القيم التي ادعت يوماً أنها تحملها، وتثبت بلسانها أنها لا تنتمي إلى مدرسة الفكر الإسلامي بقدر ما تنتمي إلى مدرسة الكراهية الموروثة.
المفارقة الموجعة أن مثل هذه الشخصيات تسيء مرتين: مرة حين تمارس العنصرية، ومرة أخرى حين تنسب هذا السلوك إلى تيار أو دين يبرأ منه جملة وتفصيلاً. فهي بذلك تفتح الباب أمام أعداء الفكر الإسلامي ليقولوا: “هؤلاء هم دعاته!”، في حين أن الحقيقة أن سلوكها لا يعكس إلا نفسها.
إن مواجهة أمثال “حياة عبد الملك” ليست ترفاً فكرياً، بل ضرورة لحماية النسيج الاجتماعي، فالعنصرية حين ترتدي عباءة الدين تتحول إلى سلاح أخطر من أي خطاب مكشوف، لأنها تحاول خداع العقول وإقناع البسطاء بأن التعصب فريضة، في حين أن النصوص الدينية والضمائر السليمة على حد سواء تلعن هذا النهج.
وبينما تمضي “حياة” في طريقها المظلم، يبقى على العقلاء أن يرفعوا أصواتهم بالحقيقة: الدين براء من عنصريتك، والمجتمع أقوى من محاولاتك لتقسيمه، والتاريخ لا يرحم من جعل من لسانه معول هدم لوحدة الناس.
[ad_2]
Source


