[ad_1]
عقب الحصار التى تعرضت له …
الفاشر …. تحتضر
تقرير – شذى الشيخ
الميدان 4348،، الأحد 3 أغسطس 2025م
• هيئة محامى دارفور: لم يتحرك الأمين العام للأمم المتحدة وممثله أى خطوة عملية لإنقاذ أهل الفاشر
• تنسيقية لجان مقاومة الفاشر: وقوع وفيات جراء الجوع وسوء التغذية
• مواطنون: الأوضاع فى الفاشر أشد خطورة
• تقارير: 80% من سكان الفاشر يعانون من إنعدام الأمن الغذائي
الفاشر لم تعد تلك المدينة التي يطلق عليها عاصمة ولاية شمال دارفور، بل على إمتداد سنوات الحرب نزح اليها عشرات الآلاف من القرى والمدن القريبة والمعسكرات، حينما إشتدت وطأة الحرب وإنعدم الغذاء والأمن، ولكن المدينة بأكملها اليوم عالقة في حصار وجوع ورصاص يحصد العشرات كل يوم، القليل من الطعام الذي كان متوفراً في بعض التكايا يكاد الآن ينفد، والمستشفيات قصفت وأسعار بعض المخزونات الغذائية باهظة فوق متناول الناس، والناس هنالك دروع بشرية لأطراف القتال، والمأساة تتجلى تحت أعين العالم الذي لا يبالي، وكأنما المنتظر أن يهلك الناس جوعاً .. لينصب المجتمع الدولي صيوان العزاء ..
أسوأ الأزمات:
تواجه مدينة الفاشر، واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، حيث يهدد الجوع أكثر من مليون شخص محاصرين في المدينة تحت حصار خانق تفرضه ميليشيا الدعم السريع منذ مايو 2024
.
قطع الإمدادات:
تعيش الفاشر تحت حصار عسكري مشدد فرضته ميليشيا الدعم السريع، مما أدى إلى قطع طرق الإمدادات الغذائية والدواء عن مئات الآلاف من السكان. وقد نزح أكثر من مليون شخص من المدينة التي كانت تضم حوالي مليوني نسمة، تاركين وراءهم مدينة تحولت إلى “مدينة أشباح” وسط أنقاض الحرب.
سوء التغذية :
تُظهر الإحصائيات الأممية أن 38% من الأطفال دون سن الخامسة في مواقع النزوح بالفاشر يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم 11% يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم. هذه الأرقام المدمرة تعكس عمق الكارثة الإنسانية التي تطال أكثر الفئات ضعفاً في المجتمع.
خطورة :
وقال مواطنون بأن الأوضاع بالفاشر أشد خطورة، وإشتكوا فى الوقت ذاته من إنعدام الأكل.
وأشاروا فى حديثهم لـ (الميدان) إلى إعتمادهم فى الوجبات الى شراء الأعلاف وسحنها.
وقالوا بأن الجوع ظل ملازماً وإنتقدوا غياب الجهات المختصة عنهم، وكشفوا عن توقف معظم المطابخ الخيرية (التكايا) التي كانت تقدم وجبات مجانية لآلاف الأشخاص بعد نفاد مخزونها تماماً. والمطابخ القليلة التي لا تزال تعمل إضطرت لإستخدام علف الماشية لإعداد وجبة واحدة يومياً للنازحين والسكان.
وفيات :
وفى ذات السياق كشفت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر ومجلس تنسيق غرف الطوارئء في شمال دارفور بوقوع وفيات جراء الجوع وسوء التغذية.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن متوسط أربعة أشخاص يموتون أسبوعياً بسبب الجوع في مخيم أبو شوك وحده.
وأطلقت التنسيقية نداءً عاجلاً حذرت فيه من إنهيار كامل في الخدمات الأساسية، قائلة: “ما يحدث في الفاشر هو جريمة متعمدة، هذا الجوع الذي يفتك بالفاشر ليس كارثة طبيعية، بل عملية تجويع متعمدة وممنهجة تستهدف الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.
أضرار جسيمة :
فيما تعرضت المرافق الصحية في الفاشر لأضرار جسيمة، حيث دُمر سقف وحدة العناية المركزة في المستشفى الجنوبي – وهو المستشفى الوحيد العامل في الولاية – جراء غارة جوية. هذا التدهور في الخدمات الصحية يضاعف من معاناة السكان الذين يواجهون أصلاً نقصاً حاداً في الأدوية والرعاية الطبية.
إنعدام أمن غذائي:
وتشير التقارير إلى أن 88% من سكان الفاشر يعانون من إنعدام الأمن الغذائي، مما يعني إنعدام شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية. وقد بلغت الأزمة مستوى خطيراً لدرجة أن السكان إضطروا للجوء إلى أكل علف الحيوانات المعروف محلياً بـالأمباز، وهو بقايا الفول السوداني والسمسم بعد إستخراج الزيت منه.
وضع كارثي :
وفى ذات السياق قال المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان، رئيس هيئة محامى دارفور. صالح محمود الوضع الإنساني الكارثي في مدينة الفاشر ظل معلوم بكل جوانبها المختلفة للمؤسسات الإقليمية والدولية منذ بداية الحصار منذ ما يقرب من عامين.
وأضاف في مقابلتي في مكتبه في نيويورك، كان أول سؤال من السيد أنطونيو غوتريش، هو الوضع الإنساني في الفاشر.
للأسف لم يتحرك السيد الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك ممثله السيد / رمطان لعمارة أي خطوة عملية لإنقاذ أهل الفاشر أو الإستجابة لإستغاثاتهم المتكررة ، وظلا يرددان التصريحات بخطورة الوضع بدلاً من إتخاذ إجراءات عملية بموجب ميثاق الأمم المتحدة ووكالاتها التي يتيح لهما ذلك، وتابع فى حديثه لـ (الميدان) بعد تفاقم الوضع بسبب المجاعة جراء الحصار، وإنتشار وباء الكوليرا في المدينة وفي المعسكرات المحيطة بالمدينة، خاصة “زمزم”، “أبو شوك” طويلة ودبي نايرة. كما وصلت وباء الكوليرا الي “قولو” بجبل مرة التي ظلت تستقبل الآلاف من الفارين من الفاشر ، الأمر الذي جعل رئيس حركة /جيش تحرير السودان الي مطالبة أنطونيو غوتريش بإصدار قرار بإعتبار منطقة جبل مرة منطقة كارثة إنسانية، لتمكين الجهات المعنية بحماية المدنيين من إنقاذ الملايين في هذه المناطق.
وأضاف ما يدعو للأسف الشديد في هذه الظروف العصيبة، موقف بعض المسؤلين من سلطات حكومة الأمر الواقع تأسيس التي تم الإعلان عنها في الفترة الأخيرة في نيالا، خاصة من الدكتور الهادي إدريس والطاهر حجر، وهما يطالبان أهل الفاشر المغلوبين على أمرهم وهم ضحايا الحصار الغاشم المفروض عليهم بواسطة قواتهم، وهي تعد من جرائم الإبادة الجماعية ومن جرائم الحرب وفقاً لنصوص القانون الدولي الإنساني الإنساني، كان حرياً بهما تخفيف الآلام والمعاناة المتطاولة على أهل الفاشر ببعض العبارات والإشارات الإيجابية خاصة في مستهل تسلم مهامها الرسمية بعد إعلان حكومتهما وهما من أبناء دارفور، المعروف أهلها بالوقوف مع الضعفاء والمحتاجين.
وقال الكارثة الإنسانية في دارفور منذ العام 2003 ، ليست نتاجاً للسياسات المركزية وحدها، بل هي بكل أسف من صنع أيدي بعض أبناء دارفور نفسهم، أهل الفاشر يحتاجون لتضامن كل جماهير الشعب السوداني للوقوف معهم في محنتهم التي إمتدت لفترة طويلة.
[ad_2]
Source


