[ad_1]
الكيزان،
في السودان، لدينا تقسيماتنا الخاصة للكيزان. بدأت بجماعة الترابي مقابل جماعة المؤتمر الوطني، ثم تطورت إلى ما يُعرف بـ”أولاد فلان” و”أولاد علان”، وهي تقسيمات استندت في البداية إلى المواقف السياسية، ثم تحولت شيئًا فشيئًا إلى تقسيمات بطابع قبلي وجهوي “جناح الشوايقة” و “جناح الجعليين” وهي تقسيمات غير دقيقة.
لكن العالم لا يرى الكيزان بهذه الطريقة. في الغرب، على سبيل المثال، يتم تصنيفهم جميعا كإسلاميين، مع تفاوت طفيف في التصنيف من معتدل إلى متطرف . أما دول الإقليم، فنظرتها أدق ؛ فهي تقسم الكيزان إلى فئتين:
الكوز الأيديولوجي: وهو الذي لا يؤمن بحدود الوطن، بل يرى نفسه جزءًا من مشروع التنظيم الإسلامي العالمي، ويملك ارتباطات وعلاقات عابرة للدول. هذا النموذج يُعد تهديدًا وجوديًّا لبعض الأنظمة في الإقليم، كونه يهدد استقرار دولها ويشكك في شرعية أنظمتها.
الكوز البراغماتي: وهذا لا يؤمن بالمشروع الإسلامي العالمي، بل يتخذ من شعارات الكيزان وسيلة للوصول إلى السلطة داخل بلده، ويتعامل مع التنظيم كحزب سياسي أكثر منه مشروع فكري أو ديني. وهؤلاء هم من تراهم يومًا في قطر، ويومًا في الإمارات، تارة في السعودية وأخرى في مصر. تجد بعضهم مع الجيش، وآخرين مع الدعم السريع، وفقا لما يحقق مصالحهم.
الكوز البراغماتي لا يُشكل تهديدًا حقيقيًّا لدول الإقليم، إذ إن بوصلته موجهة نحو تحقيق المصالح الضيقة، شأنه شأن معظم القوى الحزبية السودانية، التي ابتليت بداء الانتهازية السياسية.
أما الكوز الأيديولوجي، فهو بحاجة إلى مراجعات فكرية عميقة، إذ إن الواقع الإقليمي والدولي لن يسمح بعودته إلى الحكم، حتى وإن جاء عبر صناديق الاقتراع. فالفكر الذي يحمله لم يعد مقبولًا في منظومة الحكم الحديثة، ولا يتماشى مع اشتراطات النظام الدولي.
[ad_2]
Source


