[ad_1]

#وزير_الخارجية
في خضم الأزمة السودانية الراهنة التي تتزايد فيها وتيرة العنف والهجمات على المدنيين ومؤسسات الدولة من قبل قوات الدعم السريع المتمردة والمحلولة والمدعومة من دول غربية وإقليمية، تبرز قضية غياب منصب (وزير الخارجية) كفضيحة سياسية وإدارية بكل المقاييس يتحملها رئيس الوزراء كامل إدريس ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
إن غياب وزير الخارجية في دولة تعاني من حرب مدمرة، وتُستهدف بشكل علني من قوى إقليمية ودولية، يعد فراغاً سياسياً خطيراً يهدد سيادة البلاد وأمنها القومي.
ففي الأوقات العصيبة، يعتبر وزير الخارجية هو الصوت الدبلوماسي للدولة وهو القناة الرئيسية التي من خلالها تتم مخاطبة المجتمع الدولي وكشف الحقائق وحشد الدعم السياسي والمعنوي من الدول المساندة للسودان.
إن غياب وزير الخارجية يعني فقدان المنبر الدولي حيث تصبح الدولة عاجزة عن التواصل الفعال مع المنظمات الدولية والمحافل الدبلوماسية، مما يمنح الجهات التي تدعم المتمردين مساحة أكبر لتمرير رواياتها وتشويه صورة الدولة السودانية ومؤسساتها.
يفتقر السودان حقيقة لشخصية سياسية ودبلوماسية محنكة قادرة على توجيه رسائل واضحة ومقنعة للعالم حول طبيعة الحرب، وكشف التدخلات الخارجية، كما يصبح من الصعوبة بمكان تنسيق جهود الإغاثة والمساعدات الإنسانية مع الدول والمنظمات، مما يعقد الوضع الإنساني المتردي أصلاً.
كما أن غياب وجه دبلوماسي واضح يمنح الفرصة للمشككين من الدول في شرعية الحكومة ويضعف موقفها في أي مفاوضات أو حوارات مستقبلية.
إن الحكومة التي تسمح بهذا الفراغ تظهر ضعفاً وعدم كفاءة في إدارة الأزمات وتفقد بشكل أو بآخر ثقة الشعب الذي يتوقع منها الدفاع عن مصالحه الوطنية.
يواجه السودان تحديات وجودية وقيادته بحاجة إلى كل الأدوات الممكنة لحماية سيادته وشعبه، إن وجود وزير للخارجية ليس مجرد منصب شكلي بل هو ضرورة قصوى في هذه المرحلة.
على القيادة السودانية تدارك هذا الخلل الفادح وإلا فإنها ستكون مسؤولة بشكل مباشر عن أي تداعيات سلبية قد تنتج عن هذا الغياب.
الفيديو المرفق مع هذا المقال لجزء من المؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية المشير البشير عند إعلانه التصدي لمؤامرة كبيرة نفذتها الحركات المسلحة الدارفورية عبر محورين من ليبيا وجنوب السودان، وكذلك جزء من كلمة وزير الخارجية الأسبق البروفيسور/ إبراهيم غندور مع نظيره المصري الوزير سامح شكري في القاهرة.
فعندما كانت هنالك أزمة بين السودان ومصر بسبب دعم جمهورية مصر للحركات المسلحة الدارفورية، نرى كيف تحركت الدولة السودانية لتتم معالجة هذه الأزمة بشكل حاسم وسريع من خلال الدبلوماسية والمخابرات ورعاية ومتابعة مباشرة من قبل رئيس الجمهورية حينها المشير البشير.
المستشار/ محمد السر مساعد
[ad_2]
Source


