[ad_1]
*صمود الفاشر: صرخةٌ في وجه الحصار والتجويع.. نداءٌ من أجل الإنسانية*
*مقدمة*: عندما تصبح المدينة شاهدًا وقضية..
في قلب دارفور، تقف مدينة الفاشر، عاصمة الإقليم التاريخي، شامخةً وشاهدةً على واحدة من أفظع الجرائم الإنسانية في تاريخ السودان الحديث. لم تعد الفاشر مجرد مدينة على خريطة، بل أصبحت قضية إنسانية وأخلاقية، ورمزًا لصمود شعب أعزل في وجه آلة حرب وحشية تمارس الحصار والتجويع كسلاح أساسي. هذا المقال ليس مجرد رصدٍ للواقع، بل هو نداءٌ شعبي واسع، وصوتٌ للملايين الذين يطالبون بفك الحصار فورًا عن الفاشر.
*تطويق وحشي ومنهجية قذرة: حرب التجويع ضد الفاشر*
منذ شهور طويلة، فرضت مليشيا الدعم السريع حصارًا مطبقًا وخانقًا على مدينة الفاشر، التي أصبحت الملاذ الأخير لمئات الآلاف من النازحين الفارين من جحيم الحرب في مناطق دارفور الأخرى. لم يكن هذا الحصار مجرد تكتيك عسكري، بل تحول إلى سياسة ممنهجة وقذرة لإخضاع المدينة عبر استنزافها حتى الموت. تمنع المليشيا بشكل قاطع دخول أي مواد غذائية، أو أدوية، أو وقود، أو أي من أساسيات الحياة. لقد أصبحت شاحنات المساعدات الإنسانية هدفًا مشروعًا لها، والمهربون الذين يحاولون إدخال الطعام يخاطرون بحياتهم. هذا الأسلوب اللاإنساني، المتمثل في استخدام سلاح التجويع، هو استراتيجية متعمدة لكسر إرادة المدينة التي استعصت عليهم عسكريًا، في محاولة لتركيعها عبر تجويع سكانها المدنيين (يا للعار).
*وابل من القذائف وصمود أسطوري*
بالتوازي مع حرب التجويع، لم تتوقف مليشيا الدعم السريع عن شن قصف عشوائي عنيف على الأحياء السكنية والأسواق والمستشفيات. وابلٌ من القذائف ينهمر يوميًا على رؤوس المدنيين، حاصدًا أرواح المئات، ومخلفًا آلاف الجرحى، ومحولًا البنية التحتية الهشة أصلًا إلى ركام. المستشفى الجنوبي، المرفق الطبي الرئيسي الذي كان هو المتبقي، تعرض للقصف مرارًا وتكرارًا، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين. وعلى الرغم من هذا الجحيم، فشلت المليشيا في كسر شوكة المدينة. تشير التقارير الميدانية إلى أن المليشيا شنت ما يزيد عن (٢٥٠) هجمة فاشلة في محاولات يائسة لاقتحام الفاشر. كل هجوم كان ينكسر على أسوار صمود القوات المشتركة والقوات المسلحة، وبشكل أخص، على جدار الإرادة الفولاذية لأهل الفاشر الذين اختاروا المقاومة على الاستسلام لطغيان الميليشيا، متحدين وصابرين في وجه الدمار والخراب.
*انتهاك سافر للقانون الدولي الإنساني*
إن ما ترتكبه مليشيا الدعم السريع في الفاشر لا يمثل مجرد أعمال عدائية، بل هو سلسلة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية الموثقة. إن حصار المدنيين وتجويعهم بشكل متعمد هو خرق سافر للمواد التالية:
* اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية: التي تحظر بشكل قاطع العقاب الجماعي وتجويع السكان المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب.
* القانون الدولي الإنساني العرفي: الذي يؤكد على مبادئ التمييز والتناسب والحيطة، وهي مبادئ يتم انتهاكها يوميًا عبر القصف العشوائي ومنع المساعدات.
* نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية: الذي يصنف “تعمّد تجويع المدنيين” ضمن قائمة جرائم الحرب (المادة 8).
* الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: الذي يكفل الحق في الحياة والغذاء والصحة والأمن، وهي حقوق تُسلب من سكان الفاشر كل لحظة.
إن صمت المجتمع الدولي أو اكتفاءه ببيانات الإدانة الخجولة هو بمثابة ضوء أخضر للمليشيا للاستمرار في جرائمها.
*كارثة إنسانية بالأرقام والإحصاءات*
لغة الأرقام ترسم صورة أكثر قتامة للوضع الكارثي في الفاشر. بحسب تقارير الأمم المتحدة ومنظمات مثل أطباء بلا حدود وبرنامج الأغذية العالمي:
* يعاني مئات الآلاف من السكان، بمن فيهم النازحون، من انعدام حاد في الأمن الغذائي.
* معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال وصلت إلى مستويات كارثية، حيث يموت الأطفال بالفعل من الجوع ومضاعفاته.
* انهار النظام الصحي بالكامل تقريبًا، مع توقف معظم المرافق الطبية عن العمل بسبب القصف ونقص الإمدادات والأدوية والكوادر.
* تتفشى الأمراض المعدية مثل الكوليرا والحصبة بسبب تلوث مياه الشرب وانهيار شبكات الصرف الصحي وغياب الرعاية الصحية.
* تقديرات الضحايا المدنيين جراء القصف المباشر تتزايد بالمئات، بينما أعداد الوفيات بسبب الجوع والمرض أعلى بكثير ولكن يصعب توثيقها بدقة في ظل الحصار.
*نداء عاجل.. وسياسات لا بد منها*
لم يعد هناك متسع من الوقت. إن إنقاذ الفاشر هو اختبار لضمير الإنسانية جمعاء. وعليه، فإننا نوجه هذا النداء:
أولًا، إلى الشعب السوداني في كل مكان: يجب أن تتعالى أصواتنا في حملة شعبية واسعة ومنظمة، عبر كل الوسائط المتاحة، للضغط بكل قوة من أجل فك الحصار عن أهلنا في الفاشر. يجب أن تكون قضية الفاشر هي قضيتنا المركزية.
*ثانيًا*، إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي: يجب الانتقال من الإدانات إلى الأفعال. يجب فرض عقوبات حقيقية ورادعة على قادة مليشيا الدعم السريع وكل من يدعمهم. يجب تفعيل قرار مجلس الأمن رقم 2736 الذي يطالب بفك الحصار فورًا، والعمل على آليات لتنفيذه بالقوة إن لزم الأمر.
*ثالثًا، إلى المنظمات الإنسانية*: نقدر جهودكم، ولكن الوضع يتطلب حلولًا غير تقليدية، بما في ذلك التفكير جديًا في عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات كخيار أخير لكسر حصار التجويع.
السياسات المطلوبة لإنقاذ الفاشر:
* على المستوى الإنساني العاجل:
* فتح ممرات إنسانية آمنة: تحت حماية دولية أو إقليمية لضمان وصول قوافل المساعدات الغذائية والطبية دون عوائق.
* سياسات صحية طارئة: إدخال مستشفيات ميدانية متنقلة، وتوفير الأدوية الأساسية ومستلزمات علاج سوء التغذية الحاد (Plumpy’Nut)، وإطلاق حملات تطعيم عاجلة.
* توفير المياه النظيفة: عبر إدخال محطات تنقية مياه متنقلة وأقراص الكلور لمنع تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه.
* على مستوى دعم الصمود والإنتاج:*
المساعدات الإنتاجية: بمجرد تأمين المدينة، يجب الانتقال من المساعدات الغذائية إلى دعم الإنتاج المحلي عبر توفير البذور والأدوات الزراعية للسكان لزراعة محاصيل سريعة النمو في المناطق الآمنة ودعمهم بمصادر الثروة الحيوانية.
* دعم سبل العيش: تقديم منح نقدية صغيرة للأسر لتمكينها من شراء احتياجاتها من الأسواق المحلية حال توفرها، مما ينعش الاقتصاد المحلي.
*خاتمة: الفاشر لن تسقط*
إن معركة الفاشر هي معركة السودان بأكمله. هي معركة بين قيم الدولة والكرامة الإنسانية من جهة، ومشروع الفوضى والتفكيك والهمجية من جهة أخرى. صمود أهلها الأسطوري يمثل نبض الأمل الأخير في دارفور والسودان. إن ترك الفاشر تسقط في براثن الجوع والحصار هو وصمة عار في جبين الإنسانية.. حان الوقت ليتحرك العالم، وحان الوقت لنتحرك جميعًا. فلتكن صرختنا واحدة وموحدة: فكوا الحصار عن الفاشر الآن.
#الفاشر_تموت_جوعاََ
#AlFashir_is_starving
#August_for_Alfashir
[ad_2]
Source


