[ad_1]
يوغندا تقصف… وسلفاكير يرقص فوق الرماد
بقلم: لام دينق نوت شول
في فجرٍ مُلبّد بالخزي، قُصِف جنود جنوب السودان بنيران يوغندية صريحة، لا لبس فيها ولا تأويل. نيرانٌ أتت من حليفٍ يُزعم أنه شريكٌ استراتيجي، فإذا به يوجّه مدفعيته لا إلى العدو، بل إلى صدور جنودٍ جنوبيين رابطوا دفاعًا عن أرضٍ أكلت من عرقهم، وارتوت من دمهم، وسُرقت سيادتهم بختمٍ جمهوريٍّ لا يملك من الجمهورية إلا الاسم.
فيا للعار! ويا لذُلّ اللحظة حين تسقط القذائف على أجساد جنودنا، ولا يسقط معها سوى كرامة هذا النظام الراقص على حبال العمالة.
الرئيس الذي لا يسمع القصف… لكن يسمع دندنات كزانغا
لقد قُصِفت قواتنا، يا سادة. قُصفت مدفعيًّا، لا رمزيًّا، لا سياسيًّا، بل بالقذائف الثقيلة، التي تُصنّف في أعراف الأمم إعلان حرب. لكننا لم نرَ في جوبا رئيسًا ينتفض، ولا قائدًا يُهدد، ولا بيانًا يُصدر، بل رأينا رجلاً في بذلة عسكرية، يرقص، يبتسم، ثم يختفي.
أيُّ رئيس هذا الذي لا يتحرك إذا قُصفت قواته؟ أيُّ نوع من القادة يبلع لسانه حين تنفجر دماء جيشه على الأرض؟!
لكأنّ القصف نُفّذ على كوكبٍ آخر، أو أن الجنود الذين سقطوا لا ينتمون إلى الدولة التي يُفترض أنه يقودها.
بل إنَّ سلفاكير، وقد سُئل ذات يوم عن الضربات اليوغندية، قيل إنه قال: “لا نريد أن نُغضب الحليف”…
فيا سيدي الرئيس، من خانك ليس حليفًا، ومن قصفك ليس صديقًا، ومن قتل جنودك ليس سوى عدوٍّ بزيٍ دبلوماسيٍّ أنيق.
قوات لا تتشطر إلا على النوير… وتهرب من القذائف كالأرانب
أما جيشكم يا سيادة الرئيس، فهو جيشٌ يُتقن فن الترويع، لا فن الدفاع.
جيشٌ يُرعب النساء في أكواخ “ليير”، ويطارد الأطفال في “بنتيو”، ويقتحم بيوت العجائز في “ماينديت”.
لكنه لا يرفع سبّابة أمام مدفع يوغندي، ولا يُطلق حتى طلقة تحذير تجاه من ينتهك شرف الحدود.
أهكذا تُدار الجيوش؟
أهكذا تُحمى السيادة؟
أهكذا يُسفك دم الجندي الجنوبي تحت راية “الحليف اليوغندي”، فيما القيادة تنشغل بتجديد عقود التنقيب ومواعيد السفر إلى أديس أبابا؟!
يا سلفاكير… لقد فضحك القصف، وأسقط عنك أوراق التوت جميعها
لقد صمتّ عن الخيانة، فصرت شريكًا فيها.
ووقفت عاجزًا أمام العدوان، فصرت وصمة على جبين التاريخ.
أنت لا تقود دولة، بل تُدير مزرعة، وأنت لا تحكم شعبًا، بل تُرضي سفارات.
أنت لا تخيف الأعداء، بل تُرضيهم. لا تحمي الجنود، بل تسلمهم. لا تُقاتل الأجانب، بل تُنزل سيفك على أعناق شعبك… خاصة النوير، الذين ظننتهم الحلقة الأضعف، فصببت عليهم جام بطشك، بينما جثوت أمام قصف يوغندا كأنك تترجّى ألا يزيدوا العيار.
خاتمة: التاريخ لا ينسى… والدم لا يُمحى بالصمت
سيُكتب في دفاتر الأحرار أن يوغندا قَصفت، وسلفاكير تراجع، وجيشه انهار، وصمته كان طعنةً في خاصرة الوطن.
وسيعلم كل جنوبي أن من يُسكت عن قصف جيشه، سيسكت عن احتلال أرضه، وسيسكت يومًا عن بيع سيادته بثمنٍ بخسٍ في أسواق كامبالا ونيروبي.
فيا أبناء الجنوب:
هذا وطنكم لا وطنه، وهذه دماؤكم لا دمه، وهذه كرامتكم لا كرامته.
فإما أن ترفعوا صوتكم عاليًا ضد الخيانة، أو فاستعدوا لتكونوا ضحايا الجولة القادمة… بصمتٍ مخجل، وبقيادة لا تُجيد إلا الرقص على لحن المهانة.
[ad_2]
Source


