[ad_1]
#كلمة_الميدان :
الإدارة الأمريكية: الحرب والسلام (2)
الميدان 4345،، الخميس 24 يوليو 2025م.
تطرقنا في الجزء الأول إلى الوضعين الإقليمي والدولي، وإلى التعقيدات والخلافات بين الأطراف الساعية إلى وقف الحرب تحت مظلة الإدارة الأمريكية. ويتضح وجود خلاف جوهري بين هذه الإدارة والحكومة المصرية بشأن مستقبل القيادة الحالية للجيش السوداني في اليوم التالي لإنتهاء الحرب وبداية عملية التسوية.
إذ تُصرّ القاهرة على إستمرار القيادة العسكرية الحالية بعد الحرب، خشية تعرّض هذه القيادات لعقوبات. فمسألة حماية البرهان وضمان الإفلات من العقاب، ومنع إستبعاده من العملية السياسية، وتنصيب حكومة معادية أو مستقلة عن مصر، غير مقبولة إطلاقاً لدى الحكومة المصرية.
وفي هذا السياق، تشير الأنباء إلى تحركات تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين وقياداتها المقيمة في العاصمة التركية، بهدف الحفاظ على نفوذها داخل الجيش عبر الدفع بقيادات بديلة تحظى بثقة جماعة كرتي وأعوانه. وبطبيعة الحال، يبرز هنا موقف السعودية والإمارات، وأهمية موافقتهما على أي تسوية مقبلة، في ظل سعيهما لحماية مصالحهما الإقتصادية، سواء من حيث السيطرة على الأراضي الزراعية الخصبة، أو الثروة الحيوانية، أو المعادن الثمينة كالذهب.
يزداد المشهد السوداني تعقيداً مع تحوّل الموقف الروسي من دعم ميليشيا الدعم السريع إلى تأييد سلطة بورتسودان، إنطلاقاً من حرص موسكو على إقامة قواعد عسكرية على ساحل البحر الأحمر. وبالتوازي، يمكن الإشارة إلى الدعم العسكري والسياسي الإيراني لسلطة بورتسودان، وللمليشيات المرتبطة بالإسلام السياسي، وكذلك إلى الموقف التركي الداعم لسلطة كبار الضباط، وسعي أنقرة لحماية حليفها نظام الدبيبة في ليبيا.
أما داخلياً، فتقف جماعات الإسلام السياسي، فرادى ومجتمعة، مؤيدة لسلطة بورتسودان، بينما تميل المجموعات السياسية المنشقة عن “تقدم” إلى دعم ميليشيا الدعم السريع والحركة الشعبية – جناح الحلو، المعروفة باسم “مجموعة التأسيس”.
أبرز هذه المجموعات السياسية هي التي تربطها علاقات قبلية بإقليم دارفور، مثل برمة ناصر، الرئيس السابق لحزب الأمة القومي. وتواجه المجموعات السياسية داخل “صمود” بعض الخلافات الداخلية، كما تثير علاقاتها مع الحكومات الإقليمية، مثل دولة الإمارات، الكثير من التساؤلات.
الجميع يسعى للحصول على نصيب وافر من التمثيل في الإجتماعات المقرر عقدها نهاية يوليو في واشنطن. وتترقب هذه القوى – الإقليمية والمحلية – مخرجات التسوية المحتملة التي قد تتيح لها موطئ قدم على طاولة المفاوضات، بصفتها “قوى مدنية”، بما يضمن لها دوراً في ترتيبات ما بعد الحرب.
في هذا السياق، يرى البعض أن وقف إطلاق النار، وإمكانية فتح مسارات آمنة بإشراف دولي أو إقليمي لإدخال المساعدات الإنسانية، تمثل خطوة أولى نحو نجاح دبلوماسي يمهّد لإجتماع واشنطن، ويعزز فرص الوصول إلى تسوية تفرض على السودان واقعاً جديداً، يقوم على تقاسم السلطة بين وجوه جديدة من أطراف النزاع، وممثلين مدنيين يحظون بثقة المجتمع الدولي – أي الإدارة الأمريكية – في حكومة مدنية مدعومة أمريكياً.
ويهدف هذا النوع من التسوية إلى طيّ ملفات الجرائم والإنتهاكات، على غرار ما حدث في الإتفاق الإطاري، مع مراعاة توازن القوى العسكرية والمدنية على الأرض. والغاية الرئيسية هي الوصول إلى هدنة أو تهدئة مؤقتة، تُستخدم لتخدير الشارع المقاوم وقواه الوطنية والديمقراطية، وشقّ صفوف المعارضة الحقيقية، وجرّ بعض أطرافها إلى طاولة التسويات والخيانة – أي إعادة إنتاج سيناريو أبريل 2019.
ولنا عودة.
………………………
– قناة الحزب الشيوعي السوداني على التيلغرام:
https://t.me/SudaneseCommunistParty_SCP
– صفحة الحزب الشيوعي السوداني على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/SudaneseCommunistParty/
– قناة الحزب الشيوعي السوداني على الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va7FXjN1SWsxgtSb6907
– قناة الحزب الشيوعي السوداني على اليوتيوب:
http://www.youtube.com/c/SudaneseCommunistParty
[ad_2]
Source


