[ad_1]
..وكانها حزب سياسي ذو تسلط ملكي…هل القوات المسلحة سودانية ام استعمارية
..
لم يكن استقلال السودان ثمرة انقلاب عسكري، ولا نتيجة لصوت الرصاص.
بل كان حصاد نضال وطني سلمي، قادته الحركة الوطنية بقيادة إسماعيل الأزهري، بدعم من الأحزاب السياسية، والنقابات العمالية، والاتحادات الطلابية، وعموم أبناء الشعب.
أما الجيش، فكان آنذاك خارج هذا المشهد التاريخي، مجرد ذراع وظيفي لمستعمر أجنبي — أنشئ لخدمة التاج البريطاني، ثم تحوّل إلى تابع للعقلية العسكرية المصرية.
لم يُشارك الجيش في معركة الاستقلال، لكنه كان أول من انقضّ على الحكم المدني بعده، وكأنه لم يحتمل أن يرى سلطة لا يهيمن عليها.
ومنذ تلك اللحظة، بدأت تتشكل في ذهن المؤسسة العسكرية قناعة خطيرة:
أنها ليست مجرد مؤسسة من مؤسسات الدولة، بل “الحزب الأجدر بالحكم”، بل ربما “الوصيّ الأبدي على الوطن”، وأنها فوق النقد، بل فوق الوطن ذاته.
ثم جاء التحوّل الأخطر:
زواج العسكر بالكيزان.
زواج مصلحة لا عقد فيه، ولا شهود… فقط تحالف بين شهوة الحكم وشهوة التمكين، بين البزة العسكرية والعمامة المؤدلجة.
ومن هذا الزواج، وُلد بيت العنكبوت:
شبكة متغلغلة في كل ركن من أركان الدولة — الاقتصاد، القضاء، الإعلام، الأمن، الدين — تُمسك بالخيوط من خلف الستار، وتُحكم السيطرة باسم الوطن، والدين، والمصلحة العليا.
وكما يُنتج كل زواج أبناء، فقد أنجب هذا التحالف نسلًا هجينا:
منهم من نشأ على الطاعة العمياء والانضباط العسكري.
ومنهم من تربّى على شعارات الإسلام السياسي ومفردات “التمكين”.
وبعضهم يتمرّد على والديه، فيلبس قناع الثورة ويهتف باسم التغيير، لكنه لا يزال يحمل جينات القمع، ويتنفس من رئة السلطة القديمة.
العلاقة بين العسكر والكيزان لم تكن شراكة سياسية بقدر ما كانت علاقة حميمية… حميمية بلغت حدّ الفُسق، فانتشر الغسيل الوسخ، وظهرت معه رائحة الخيانة، وتسرب الفساد في مفاصل الوطن كما يتسرب السُّم في الجسد المُنهك.
لكنّ المشكلة الأعمق أن:
العنكبوت لا يموت بسهولة.
يمكنك تمزيق بعض الخيوط، لكن إن لم تُقتل العنكبوت ذاته، سيعيد نسج شبكته، أدقّ وأخطر من ذي قبل.
لذلك لا نركز على انتقاد النتائج ان كانت دعم سريع براؤون او حركات مسلحة او مسيسة ونهمل الاصل.. الفروع حتى ان اسقطت مادام الاصل اخضر سيعيد إنتاج المزيد منها..لابد ان تكون هذه الامور واضحة في ذهن كل سوداني وطني
بقلم 🖌️ د .بكري الحلنقي
[ad_2]
Source


