[ad_1]
قصص للتأمل
لا أحد يستطيع أن يلومنا على كراهية آل دقلو..!
أبوعاقله أماسا
* المآسي التي خلفها الجنجويد بالجزيرة لا حصر لها ولا عدد، وبحسب طبيعتهم البهائمية لا يعترفون بأنها جريمة في الأصل، لذلك كانت تمر عليهم وكأن شيئاً لم يكن، بينما كانت الدهشة تلجمنا وتشعل فينا الحنق والرغبة في الإنتقام..!
– كانوا يطلقون النار من بنادقهم بهمجية مبالغ فيها، ولا تكاد تمر دقائق دون أن نسمع أصوات الرصاص، ومن عجب.. كانوا يطلقونها على الطيور، بما فيها القمري والحمام، وفي أكثر من حادثة حاولوا إصطياد قمرية من على سلك الكهرباء وتكون النتيجة إلحاق الضرر بالتوصيلات بقطع السلك..!
– من الحوادث التي لا تنسى أن طلقة خرجت من سلاح أحدهم وخطفت روح الطفل عبدالحميد، والذي يلعب ببراءة أمام منزلهم، جاءته واستقرت في عنقه ولم يمكث أكثر من نصف ساعة وسلم الروح إلى بارئها.
– عبدالحميد صاحب الأحد عشر ربيعاً كان بمثابة (رجل البيت) لأمه التي ترملت أيام أحداث الدمازين القبلية، وسط أربع بنات وآخر ولدته أمه بعد تلك الأحداث ولم ير والده قط، أمه كانت تحسب أيام عمره ليشب وينطلق في سوق العمل ليساعدها على تحمل العبء، ولكن الأقدار كان لها رأي آخر، فقد إغتالته همجية مليشيا آل دقلو بلاذنب إغترفه.. غير أنه كان يلهو مع شقيقاته أمام البيت.
– هذه الحادثة (الفاجعة) بأبعادها الإنسانية والتراجيدية أبت ان تزول عن مخيلتي إلى أن جاءت محنة الهلالية.. وما أدراك ما الهلالية…!؟ تلك المدينة التي شهدت أسوأ كارثة على الإطلاق خلال هذه الحرب.. كتبت فيها عشرات المقالات والتفاصيل ومازلت أشعر بأن ما كتب لا يساوي أكثر من ١٠٪ من حجم المحنة والمأساة.. ويكفي قراءة العناوين الرئيسة فقط.. فقد مات أكثر من ٣٠٠٠ شخص، ومحيت أسر كاملة من الوجود، وأغلقت أبواب لبيوت عريقة بعد موت قاطنيها عن بكرة أبيهم..!
– خلال مأساة الهلالية شاهدنا طفلاً رضيعاً يتبادلنه مجموعة النساء وهن يبكين.. وعندما سألنا عن الخطب.. عرفنا أنه الناجي الوحيد من أسرة كانت تتكون من أب وأم وأشقاء وشقيقات..!
– بعد هذه الفصول لا أحد يستطيع أن يحاسبنا ويسألنا عن أسباب كراهيتنا لآل دقلو ومن شايعهم من كل جنس..!!
[ad_2]
Source


