[ad_1]

Related Videos
#المأساة_السودانية
تتكشف في السودان فصول مأساة إنسانية لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلًا.
حرب ضروس أحرقت الأخضر واليابس وشردت الملايين وسرقت أحلام جيل بأكمله.
في قلب هذه الفاجعة يبرز سؤال مؤلم ومحير: لماذا يدافع البعض بل ويدعمون البرهان والذي كان بيده مصير الوطن والمواطنين فخانت يداه الأمانة وفتح الباب أمام كارثة لا تزال تداعياتها تتوالى؟
لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة أن الوضع الحالي في السودان هو نتيجة مباشرة لتقاعس واضح ومريب من جانب البرهان وكل القيادات العسكرية والأمنية التي معه والتي كانت مسؤولة عن حماية البلاد.
سمح البرهان وهو رئيس الدولة وقائد الجيش الذي أقسم على صون الوطن لمليشيا قبلية بالنمو والتحكم في مفاصل الدولة، مُغضاً الطرف عن طموحاتها الجامحة في السلطة.
هذه المليشيا التي وجدت بيئة خصبة لتقوية شوكتها، لم تلبث أن انقلبت على من رعاها لتندلع حرب طاحنة حولت الخرطوم ومدناً أخرى إلى أطلال.
لقد كانت هذه الحرب سبباً مباشراً في أكبر أزمة نزوح شهدها العالم حيث نزح الملايين داخل السودان وخارجه عاشوا وما زالوا في ظروف إنسانية قاسية.
لم يقتصر الأمر على النزوح بل امتد ليشمل سرقة ممنهجة لأموال المواطنين في العاصمة واغتصاب الآلاف من النساء والفتيات بعضهن تم أخذهن سبايا إلى أقاصي دارفور ودول الجوار في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقيم الإنسانية.
هذه الجرائم المروعة تجعل من الصعب استيعاب كيف يمكن لأي مواطن أن يغض الطرف عن كل هذا ناهيك عن دعم من تسبب فيه.
إن استمرار دعم بعض المواطنين للبرهان الذي تسبب في هذه المأساة رغم كل ما تعرضوا له من أذى ودمار حالة نفسية واجتماعية معقدة تتطلب فهماً عميقاً.
إن ولاء البعض للبرهان يفوق حدود المنطق والعقل حيث يتغاضوا عن أخطاءه الجسيمة بل يتجاوز ذلك إلى تبرير تلك الأخطاء.
ويعتبر هذا الموقف حالة نفسية تنشأ عندما يواجه الفرد معلومات تتعارض مع معتقداته أو قيمه لتخفيف هذا التناقض قد يقوم الفرد بتشويه الواقع أو تبرير تصرفات البرهان حتى لو كانت هذه التصرفات مؤذية له شخصياً.
قد يرى البعض في البرهان أنه المُخَلص الوحيد ويقتنعون بأن أي بديل سيكون أسوأ حتى لو كان الواقع يثبت عكس ذلك، هذا الشعور بالضعف والرغبة في وجود من يقود قد يدفعهم إلى التمسك بالقديم حتى لو كان مدمراً، لأن التغيير دائماً ما يحمل قدراً من عدم اليقين قد يفضل البعض التمسك بالوضع الراهن حتى لو كان سيئاً خوفاً من مستقبل مجهول أو من فوضى أكبر.
كما تلعب الدعاية الموجهة دوراً كبيراً في تشكيل الرأي العام قد يتم تضليل هؤلاء المواطنين بمعلومات مغلوطة أو روايات محرفة تبرر أفعال البرهان وتلقي باللوم على أطراف أخرى ، (المدعو الانصرافي إنموذجاً).
كما أن مجتمعات مثل السودان في كثير من الأحيان يتغلب الانتماء القبلي أو الجهوي على المصلحة الوطنية ويدفع الأفراد إلى دعم قيادات تنتمي لنفس قبيلتهم أو جهتهم حتى لو كانت سياساتهم ضارة ، (المتمرد حميدتي وكيكل إنموذجياً).
يتطلب التعامل مع هذه الحالة الحساسة والمؤلمة مقاربة متعددة الأوجه تركز على الوعي والتثقيف وبناء الثقة.
يجب العمل على توفير معلومات دقيقة وموثوقة حول ما حدث ويحدث في السودان مع التركيز على شهادات الضحايا والمتضررين يجب أن تكون هذه المعلومات متاحة للجميع وبلغة بسيطة ومفهومة وبعيداً عن أي تسييس.
التأكيد على أن لا أحد فوق القانون وأن كل من تسبب في إراقة الدماء أو انتهاك حقوق المواطنين يجب أن يحاسب فذلك يساهم في بناء دولة القانون ويغرس الثقة في نفوس المواطنين.
فتح قنوات للحوار الهادف بين جميع أطياف المجتمع السوداني بما في ذلك المتضررون والمؤيدون للبرهان للخروج من دائرة الاتهامات وتبادل اللوم فالهدف هو الوصول إلى فهم مشترك للأزمة وسبل الخروج منها.
طالما بقي البديل الوطني ضعيفاً وممزقاً سيظل البعض متمسكاً بالقديم مهما كان مؤذياً، وهنا يجب على القوى الوطنية الفاعلة أن تتوحد وتقدم رؤية واضحة ومقنعة لمستقبل السودان لتكون قادرة على استعادة ثقة المواطنين.
تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من البرهان وكذلك للمؤيدين له والذين قد يعانون من صراعات داخلية أو تضليل فذلك يساعد على معالجة الصدمات والتشوهات الفكرية.
يجب التعامل مع من يدعمون البرهان بتفهم ومحاولة إيصال الحقيقة إليهم دون اتهامهم بالجهل أو الخيانة فالهدف هو تغيير القناعات وليس زيادة الانقسام.
الشعب السوداني يستحق قيادة تضع مصلحته فوق كل اعتبار وتتحمل مسؤولية حماية الوطن والمواطنين لا أن تكون سبباً في دمارهم.
المستشار/ محمد السر مساعد
[ad_2]
Source


