جدل التفاوض ما بين (الحقيقة) و(الإنكار)
بقلم: ماهر أبوجوخ
نذهب للجدل الثاني يوم أمس الخميس بعد الجدل الأول الخاص بتجميد الحسابات، وهذا الجدل الثاني ظل مستمر حتى الساعات الأولي من فجر اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2025م وبلغ الأمر ذروته بهل هناك مفاوضات في واشنطن بين ممثلين للجيش والدعم السريع أما لا ؟ وهل هي مفاوضات محدودة ؟!
خلال يوم أمس نشرت معلومات كثيرة متضاربة وتعليقات منشورة ومنقولة أولها مناصري سلطة بورتسودان بداية بإنكار أي أمر في الولايات المتحدة أو واشنطن وصولاً لرواية احتاجت تكيف نفسها أمام سيل الحقائق اعتراف بوجود وفد لسلطة بورتسودان لكنه يتباحث مع الإدارة الامريكية وحتى بيان ما يسمى إعلام مجلس السيادة نفي وجود تفاوض مباشر أو غير مباشر مع الدعم السريع إلا أن الملاحظة الأساسية بأنه لم ينف وجود وفد لسلطة بورتسودان في واشنطن.
المسار الثاني للرواية فمصدره مصادر إعلامية مرتبطة بالدوائر الامريكية تطورت مساء امس الخميس بتصريحات من ممثلين للخارجية الامريكية اشارت لوجود مفاوضات غير مباشرة بين طرفي الحرب بحيث يمكن أن تستمر هذه المفاوضات لمدة يومين وهذا أعلى درجة تأكيد يصدر في هذا الشأن.
خلال فجر اليوم الجمعة نقلت الوكالة الفرنسية (أ ف ب) عن مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته بأن هناك لقاء سيتم عقده اليوم الجمعة في واشنطن يضم ممثلين لدول الرباعية مع طرفي النزاع في السودان للضغط عليهما من أجل التوصل إلي هدنة وطبقاً لذات المسؤول فإن هذا الاجتماع يهدف إلى “الضغط على الطرفين المتحاربين لتثبيت هدنة إنسانية على مستوى البلاد لمدة ثلاثة أشهر”، مضيفا أن أعضاء “الرباعية” سيلتقون الجانبين بشكل منفصل، مبيناً أن الهدف هو “ممارسة ضغط موحد على الطرفين لوقف القتال والسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين”.
لعل هذا المشهد المرتبك يطرح سؤالاً (ما الذي يحدث وأين هي الحقيقة ؟!)، حسب الوقائع وتقديري فإن ما يحدث فعلياً يحال للطرف الداعي صاحب الدار والذي ذكر الاتي (هناك مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين) وعند تطبيق هذا الأمر وتجميع كل المعلومات نخلص لوجود وفد من سلطة بورتسودان في العاصمة الامريكية للتباحث مع الجانب الامريكي حسب رواية مناصري بورتسودان
بناء على معلومات أطراف مقربة ومرتبطة بسلطة بورتسودان (بوجود وفد لها للتباحث والنقاش مع الجانب الأمريكي) وعند ربطه بما ورد من معلومات من الجانب الامريكي بأن هناك (مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين مع الجانب الأمريكي) وهنا يطرح سؤال (ما هي القضايا المطروحة للنقاش؟) من المؤكد أنها ليست قضية مرتبطة بطرف دون الأخر ولكنها فعلياً قضية مشتركة بينهما وهي ذات صلة مباشرة بمسار خارطة طريق الرباعية.
لكن لماذا يتم الانكار رغم هذه الوقائع ؟ من الواضح أن الأمر مرتبط بحسابات وتقديرات سلطة بورتسودان ومناصريها يطال خطابها الإعلامي والسياسي ومواقفها التي حشدت مناصريها حولها، ولذلك فإن الاجتماعات المذكورة لوفد سلطة بورتسودان مرتبطة فعلياً بالحوار بين طرفي الحرب هذه حقيقة رغم الانكار هي الواضحة للعيان، وبغض النظر عن ما سيتم تحقيقه في هذه الجولة فإن النتيجة الأساسية (أن باب مسار الرباعية قد فُتح رسمياً قد يصل لنتيجة الأن أو لاحقاً) .. ورغم قناعتي أن السياق العام يشير لتنامي فرضيات الوصول لنتيجة في هذه الجولة تصب لتعزيز مبادرة الرباعية ومنحها قوة دفع لأطرافها خاصة الجانب الأمريكي.
من الضروري في هذا السياق عدم إغفال مؤشرات باتت تتنامي خلال الاسبوعين الاخيرين وبشكل عام منذ زيارة قائد الجيش للعاصمة المصرية للقاهرة وما تلاها من تطورات وتزايد الحديث عن الوصول لهدنة ستكون لمدة ثلاثة أشهر وهو ذات ما ورد بخارطة طريق الرباعية وهي التي تجعل فرضية المفاوضات والمباحثات غير المباشرة راجح ولديه أسانيد وقرائن ووقائع.
رغم كل ما ذكر سابقاً فلا يزال (المضللين عمداً) يصرون على الإنكار لتقديرات تخصهم لكن في لحظة قريبة سيكتشف كثير من الناس والراي العام المغلوب على امره الحقائق كاملة وكما يقال (خير اليوم بالمال سيكون غداً مجان) وفي ذلك الوقت لن يجدي الهروب إلى الأمام لكنها ستكون لحظة طرح الأسئلة الصعبة (من قال ماذا ولماذا ولمن وكيف والدافع)؟! … هذه لحظة تأخرت لكن سوف تأتي ولن يجدى الخداع أو الهروب للأمام والخناق يضيق (وإن الغد لناظره لقريب) !!!
الجمعة 24 أكتوبر 2025م
#شبكة_رصد_السودان
Source


