ترحيبنا باجتماع واشنطن والسلام يعانق السماء وما فوقها
لكن لماذا يُغيب الشعب وهو صاحب المستقبل ويترك نهباً للشائعات؟
ياسر عرمان
في الشهرين الماضيين تكاثرت وتواترت الاخبار عن اجتماعات تعقد في سويسرا وغيرها والآن في واشنطن بصدد الوصول لوقف اطلاق نار انساني، وهي قضية لا تستحق الترحيب فحسب بل انها كيوم العيد لشعبنا الذي نزح وشُرد وأُخرج من بيوته دون وجه حق، وما من شيء يسعد السودانيين اليوم مثل وقف إطلاق نار انساني، وقد اصبحت بلادنا وإنسانها وبنيتها المدنية والتحتية مباراة لكرة المسيرات والأسلحة المدمرة، وترحيبنا بوقف إطلاق نار انساني يعانق السماء ولا تحده حدود.
الرباعية وإعلانها الذي حدد مباديء الحل وعلى رأسها وحدة السودان وحل الأزمة الانسانية واستبعاد الحركة الإسلامية وطرفي الحرب من الانتقال واستعادة الانتقال المدني الديمقراطي، شكل هذا الإعلان بداية صحيحة تنسجم مع مطالب شعبنا ونضاله من اجل الحرية والسلام والعدالة، ووجد تأييداً واسعاً غير مسبوق.
لكن لماذا يترك شعبنا نهباً للشائعات ومصادر الاخبار غير الموثوقة؟ ولماذا لا تصدر اطراف الرباعية والمشرفين على هذه المباحثات تصريحات بالقدر المطلوب والممكن حتى تؤخذ الاخبار من مظانها؟ ولماذا لا تتحدث اطراف الحرب السودانية إلى الشعب الذي من حقه أن يعرف؟ حتى يكون شعبنا صاحب المستقبل على بينة من امره سيما وانه الضحية الأولى لهذه الحرب الفاجرة. ان وضع شعبنا في الصورة وبالقدر الكافي والممكن يوفر التأييد الشعبي المطلوب لأي اتفاق قادم وحتى لا يبدو الاتفاق صفقة بعيدة عن الشعب وحتى لا يكون الشعب آخر من يعلم.
٢٣ اكتوبر ٢٠٢٥
Source


