رسالتنا الأخيرة الى اللعالم، و الدولة، والى أصحاب الضمائر الإنسانية… الى الشعراء والفنانين والإعلاميين في العالم…
إن وصلتكم رسالتنا هذه، فاعلموا أنكم خذلتم أمةً عرفها التاريخ …
ربما هذا آخر نداء ورسالة تصلكم من الفاشر…
يشهد الله أننا صمدنا أكثر من سنتين تحت جبروت الحصار والتجويع وبطش الأوباش.
بذلنا كل ما نملك من جهد وقوة… قاومنا وتصدينا لأكثر من مئتين وخمسين هجوما.
خضنا أشرس المعارك ضد الميليشيات المدعومة من دولة الإمارات التي تدعم الإرهاب.
دافعنا عن أنفسنا وأرضنا وعِرضنا.
لم نسلم أنفسنا ولا مدينتنا للأوباش، ولم نستسلم لبطشهم…
صارت نصف مساحة المدينة مقابر جماعية للشهداء…
تسكنها الأطفال والنساء وكبار السن، وخيرة شباب المدينة.
قاومنا أشرس المعارك، كما يفعل كل حرّ ومقاوم في هذا العالم…
عشنا الحرب بكل تفاصيلها؛
قصف بالأحداث القذائف ، والمسيرات، وتدوين بالهاون…
لم تسلم المساجد، ولا الملاجئ، ولا أماكن الإيواء، ولا المستشفيات.
ذقنا الألم والوجع والفقد مراراً …
ورغم ذلك، لم يتناول الإعلام العالمي ولا المحلي ما نعيشه.
سكتوا على قتلنا… لم تحركهم أشلاء وجثث أطفالنا ونسائنا المترامية في كل زقاق،
ولا الدم الذي يجري كالوديان،
ولا وجوه الأطفال والنساء الجوعى…
سحقت أجسادنا الطاهرة بآلاف المسيرات والقنابل والقذائف…
واستخدمت ضدنا الأسلحة الكيميائية.
مضينا على العهد،
وكان أملنا أن يمد الله في أعمارنا وأعمار مدينتنا ،
وأن تتوقف الحرب، ويعود المقاومون إلى منازلهم،
وتخرج الأرامل للتسق، ويذهب الأطفال إلى المدارس،
وتُفتح المخابز، وتنتهي طوابير الجوع،
وتعود المستشفيات إلى الخدمة،
ويعود الفتيات والشباب إلى الملاهي والمقاهي…
لكن الحرب ضدنا باتت أكثر شراسة،
وضاق الحصار على المدينة.
هناك انعدام تام للمواد الغذائية،
وآلاف الأطفال في مراكز الإيواء يعانون من سوء تغذية حاد،
وآلاف آخرون أيتام فقدوا آباءهم وأمهاتهم جراء القصف والتدوين المستمر.
مئات يموتون جوعًا، ومئات بالقصف…
هنا توقّف كل شيء، حتى طوابير الجوعى…
ولجأ الناس إلى الموت.
استخدم الأوباش الأسلحة الكيميائية،
وتجاوز عدد الشهداء والمفقودين أعداد ضحايا حرب رواندا.
تعبنا من الجوع والموت،
لكننا ما زلنا نقاوم…
رسالتنا لكم:
إن نصرنا الله، فالله مع الحق وينصر الحق.
وإن لم تسعفنا الأيام لنعيش ومتنا،
فإننا نموت ثابتين على المبدأ لم نسلم انفسنا لبطش الاوباش،
راضين بقضاء الله، مؤمنين بلقائه،
متيقنين أن لله دارًا خيرًا من هذه الدار.
سنموت بقلوبٍ أرهقتها الحرب والحزن والفقد…
وسنتوقف عن النداءات، ونشاهد معكم موتنا…
⸻
#شكرًا لكم يا أخذل أمة عرفها التاريخ
#شكرًا لصمتكم
#لست مهزوماً مادمت تقاوم
بارغو ميدوم
Source