🔆 تطبيق ما يمكن أن نطلق عليه بالفرنسية “ApprocheFragmentaire” وتعني “مقاربة مجتزئة”، فيقترح على #الخرطوم مساومة بانغي على ورقة “فيلق إفريقيا” الروسي، المزمع نشره 2026 في مقابل السماح للقوات المسلحة السودانية بالتحرك بحرية في منطقة شمال شرق إفريقيا الوسطى لمراقبة حراك مليشيا الدعم السريع وقطع الطريق على تمدد نشاطها، والهدف من ذلك البدء بتقطيع أوصال شبكة الطرق الحدودية وإستكمال خطة قطع كافة خطوط الإمداد اللوجستية للمليشيا، ولتحقيق ذلك القيام بالأتي:
❖ إقناع بانغي بضرورة القبول بالعرض الروسي المتعلق بتوقيع إتفاقية دفاع “فيلق إفريقيا” دون أن تتحمل بانغي النفقات المالية، والإكتفاءبتعويضه كما تم تعويض سلفه “فاغنر” طوال الفترة التي تواجد في إفريقيا الوسطى، وفي المقابل ستنجح الخرطوم بذلك في إرسال رسائل “مشفرة” لموسكو من خلال عناصر دبلوماسية سودانية بأن أدوات الخرطوم للضغط على بانغي متعددة ومؤثرة في ذات الوقت وهذا ما تفتقر إليه مليشيا خليفة حفتر التي إستعانت بهم #روسيا لإقناع بانغي حول”فيلق إفريقيا” ولم تحقق فيه نجاحاً يذكر، وهذا طبعاً على عكس الخرطوم التي توصف حتى على مستوى القيادات الأمنية في إفريقيا الوسطى بـ”la boussole de la stabilité” وتعني باللغة العربية بــ”بوصلةالإستقرار” وذلك لإدراك تلك القيادات بقدرة الخرطوم على التأثير في الداخل الأفرو-وسطي لقرب القيادات المعارضة” السياسية الفاعلة في بانغي من الدوائر الأمنية السودانية، وأرى أن ذلك المسعى السوداني سوف ينجح خاصة إذا طرحت الخرطوم على موسكو أن “توديرا” إن كان الأمر يعود إليه فهو يسعى لتخليص بلاده من النفوذ الروسي وهذا ما يفسر مساعيه الحثيثة للتقرب من #واشنطن تارة و #باريس تارة أخرى، وبالتالي على #موسكو إبداء بعض المرونة حول إتفاقية الدفاع التي تريد من إدارة الرئيس “توديرا” توقيعها مع “فيلق إفريقيا” وحل النقاط الخلافية مع بانغي حول ذلك، وفي ذات الوقت سيقود هذا المقترح إلى طمأنة كافة الأطراف المنخرطة “الخرطوم، بانغي، موسكو”، فالخرطوم ستتعرف على مدى مستوى جدية بانغي في تفعيل إستراتيجية التعاون والتقارب التي أطلقتها الأخيرة لدعم سيادة الدولة الوطنية السودانية، وقطع كافة خطوط الإمداد والتنسيق مع مليشيا الدعم السريع إذا أراد حزب “Mouvement des Cœurs Unis” الحاكم في بانغي إقامة الإنتخابات في ديسمبر القادم بدون توترات داخلية، خاصة أن توديرا يواجه “دولوجيلي” أحد أبرز الأصوات الممثلة لصوت النخبة السياسية الرافضة لإنخراط بلادهم في الشأن الداخلي السوداني، وفي ذات الوقت سوف تحافظ الخرطوم على موقف موسكو المساند لها في مجلس الأمن، وأما موسكو فستعزز أدواتها الأمنية لإضعاف مشروع الموازنة السياسية مع واشنطن والذي تسعى بانغي إلى تنفيذه، أما بانغي فستضمن أن “فيلق إفريقيا” ليس أقل كفاءة وفعالية من “فاغنر” ورحيل “الأخير” لن يقوض السلام في إفريقيا الوسطى.
🔆 مثلما تدرك الخرطوم أبعاد علاقة روسيا بمليشيات حفتر ومليشيا الدعم السريع فهي تدرك أيضاً مساعي موسكو لكسب قيادة الدولة الوطنية السودانية لذلك وجب على الخرطوم تعزيز مستوى الحذر ولا أقول المواءمة، وحتى لو إفترضنا جدلاً بأن محاولة الخرطوم الأنفة الذكر باءت بالفشل “وهذا مستبعد” فموسكو تدرك الدور الذي يمكن أن تلعبه الخرطوم في الإقليم خاصة بعد نجاح مؤسستها العسكرية في إجهاض مشروع إسقاط الدولة الوطنية وتأثير ذلك مستقبلاً على كافة القيادات العسكرية الإفريقية بإعتبارها الذراع الأقوى لإستدامة حكم الدول الوطنية، فموسكو تدرك بدء تدهور صورتها أمام الرأي العام الإفريقي، ويكفي ما تسربه معظم المكونات المحلية الإفريقية للإعلام الغربي من التجاوزات الروسية في حقهم، عززه موقف موسكو الأخير الذي إعتبره معظم الأفارقة متخاذلاً في الحرب الإيرانية الإسرائيلية وهذا ما سيعيد الحسابات الأمنية والإستراتيجية خاصة في دول الساحل والغرب الإفريقي تجاه مستقبل الإستراتيجية الروسية في إفريقيا، وفي حال عدم إستجابة بانغي للطلب السوداني يمكن للخرطوم تحريك أوراقها الضاغطة مثل ورقة “PK5″، وورقة “AAKG”، فمنذ مايو الماضي يعيش جيش إفريقيا الوسطى في أزمة أمنية حقيقية أمام عناصر “AAKG” المسلحة في جنوب شرق البلاد وصفها الإعلام بــ” Une crise hors de contrôle” وتعني “أزمة خارجة عن السيطرة”، في دلالة على ضعف الإسعاف الروسي لإنتشال بانغي من أزمتها، مع قدرة تلك العناصر على تعزيز صفوفها بجلب مقاتلين من دول الجوار، ناهيك عن الأوراق الأخرى المتمثلة في العناصر السياسية المعارضة والتي تحتكم لأذرع مسلحة متعددة قادرة على تغيير قواعد اللعبة الدولية والإقليمية هناك).⏪️ يتبع
لمتابعة القراءة الرابط👇🏻
#السودان #السودان_ينتصر #افريقيا #العلاقات_الخليجية_الأفريقية
#الفاشر
Source by Dr.Ameena Alarimi