بروفايل
أمين العلاقات الخارجية الأسبق للمؤتمر الشعبي دكتور نادر يوسف السيوفي.
رسمه : عوض فلسطيني
عندما أعاد المؤتمر الشعبي بزعامة الشيخ الراحل حسن الترابي تشكيل الأمانة العامة، وفق منطوق النظام الاساسي الذي نص على تجديد الامانة العامة كل عامين أسندت الشيخ الراحل يومها أمانة العلاقات الخارجة
للاستاذ المرحوم نادر يوسف السيوفي الرجل الذي عركته التجارب السياسية والتنظيمية في شرق السودان ثم هاجر مكتسباً خبرة اهلته ليكون اميناً للعلاقات الخارجية.
فمن هو الراحل المقيم نادر يوسف السيوفي.
“1”
رجل هاديء الطبع رزين كتثير الصمد، حديثه يفيض حكمة
قديم الانتماء للعمل الإسلامي منذ بواكير حياته كان من القيادات الطلابية البارزة جداً في الفترة الثانوية ومرحلة الحياة الجامعة في جمهورية مصر العربية، رجل مزج بين الشرق والشمال، انجب وحرمه المصون الاستاذة فتحية عثمان حسن ذرية مباركة من البنون والبنات، توفي في نوفمبر ٢٠٢٠م.
“2”
الشعبي كان بيته الكبير وقد لاقى ما لاقى من صنوف التضييق، هذه كلمات وردت على لسان حرمه المصون متعها الله بالصحة والعافية، وزادت في إتصال مع الهوادي،” أنه كان رجل حقاني صبور لا يستعجل الحكم على الأشياء بالعاطفة كانت كثير التروي والحكمة واجه ما واجه من حصار وتضييق ولكنه كان ثابتاً على منهجه ملتزم صفة إخوته حتى لقى الله”.
“3”
بعد التخرج من مصر كان من المؤسسين للعمل الإسلامي في شرق السودان وكان أميناً سياسياً للجبهة الإسلامية القومية في مديرية كسلا التي كانت تشمل ولاية كسلا والقصارف.
“4”
عمل رئيسا للجنة الانتخابات في مديرية كسلا ثم شغلت منصب الأمين السياسي للولاية الشرقية ورئيس لعدة لجان في برلمانات الولايات
وأمين للمؤتمر الوطني بكسلا وعضو هيئة قيادة ثم عضو بهيئة الشورى المركزية
“5”
هوليست من بالوجه الجديد على العمل العام في الحياة السياسية السودانية وإن كان شحيح الظهور إعلامياً، بل كان من القيادات المعروفة على الأقل بالنسبة للذين درسوا معه في مصر والذين تعامل معهم من جميع ألوان الطيف السياسي في شرق السودان وعلى مستوى المركز.
“6”
قبل ظهوره امينا لامانة العلاقات الخارجية والتي سلطت الاضواء عليه ليعرف بين الناس عمل بصمت في عدد من الامانات المركزية حيث كان عضواً في أمانة العلاقات الخارجية منذ فترة المرحوم الدكتور “سليمان العوض” ثم “يس عمر الإمام” رحمه الله وآخرين من قيادة الحركة ثم بعدها غاب عن السودان لمدة (4) سنوات قضاها في بريطانيا
“7”
عاد من المهجر وربما كانت القيادة لديها تقديرات تستوجب نوعاً من الانفتاح ورأت الدفع بوجوه جديدة في الامانة العامة فأطل من بوابة العلاقات الخارجية مركزياً لاول مرة.
“8”
من قناعاته الراسخة في العمل السياسي والتنظيمي
أن الدخول إلى الأحزاب والخروج منها مفتوح لكل شخص، أي شخص يشعر بأن قناعاته تغيرت يمكن أن ينضم إلى الحزب الذي يريده وهذه الحرية التي تمتع بها المؤتمر الشعبي فالتوالي فيه عقد رضاء لا إزعان.
“9”
كان يرى أن الشعبي يتمتع بعلاقات خارجية ممتازة يمثل فيها البعد المؤسسي دوراً بارزاً يكمله البعد الشخصي الذي تمثله قيادة الشعبي بما تتمتع به من كاريزما فالبعد الشخصي الذي يمثله أشخاص مؤثرون جداً في المؤتمر الشعبي بعلاقاتهم الممتدة بكل ألوان الطيف السياسي الإسلامي والحركي على مستوى العالم كان إضافة حقيقية، وتلك علاقات قديمة منذ الخمسينيات والستينيات ومتجذرة ولا يكاد زائر من الزوار يأتي إلى السودان حتى في فترات التضييق على المؤتمر الشعبي، وإلا ويطالب بمقابلة شيوخ الحركة ورموزها كالشيخ “يس عمر الإمام” رحمه الله بل حتى قادة آخرين من غير المسلمين لكن لديهم تقدير وامتنان كبير لجهود بذلت في خدمة الحركة من قيادتها في السودان.
“10”
التواصل بين الشعبي والآخر موجود وقوي والصلات موجودة داخليا وخارجيا .
“11”
كان السيوفي ينظر لتباين وخلافات الحركات الاسلامية العالمية أنه بدون شك خلاف له أثره وأن إخوان مصر يعيبون على الدكتور “حسن الترابي” أنه خرج بالحركة الإسلامية من نطاق التنظيم الدولي وفضل أن يعمل بمفرده، باعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها وهذا طبعاً مؤثر في العلاقة العامة ولكن التواصل على مستوى بعض القيادات هنا وهناك كان موجوداً، قد تكون هذه رمزية لهذا الخلاف القديم المتجدد هو موجود ولا يستطيع أحد أن ينكره.
“12”
شارك السيوفي في فعاليات المؤتمر الولائي الأول للمؤتمر الشعبي بوسط دارفور، حيث وصف الحوار الوطني بأنه أكبر تسوية تاريخية عالجت قضايا عالقة منذ الاستقلال، وفي تصريح لاحق، كشف أن الحزب بصدد تقديم تصور سياسي متكامل للخروج من الأزمة السياسية في السودان.
“13”
من تصريحاته العميقة أكد في العام 2016م أن الحوار الوطني هو الوسيلة الناجعة لحل مشكلات السودان، محذرًا من أن أي طريق غير الحوار سيقود البلاد إلى مصير مشابه لما حدث في ليبيا وسوريا.
“14”
توفي نادر السيوفي في ١٤ نوفمبر ٢٠٢٠م
بعد مسيرة سياسية حافلة، وقد نعاه المؤتمر الشعبي عبر منصاته الرسمية، مشيدًا بدوره في العمل السياسي والدبلوماسي.
Source