بسم الله الرحمن الرحيم
الأمن القومي ليس ترفًا تنظيميًا ولا رفاهًا سياديًا، بل هو لبّ الصراع الجاري، وجوهر الرهان السياسي والعسكري المطروح على البلاد. حين تُخاض الحرب كعدوان خارجي بقيادة إقليمية، تموّله وتغذّيه وتوجّهه قوى معادية لمفهوم الدولة المستقلة، يصبح معيار الجدية في إدارة المعركة مرهونًا بكيفية صيانة الجبهة الداخلية، وبمن يُدير مفاصل القرار في لحظة كهذه.
الإمارات، باعتبارها رأس الرمح في مشروع تفكيك السودان، لم تعد تخفي دورها، بل تمارسه بوقاحة استعمارية محدثة، عبر مليشياتها التي تدمّر المدن وتستهدف البنية الاجتماعية وتضرب الدولة من خاصرتها. وقد كان إعلان السودان قطع العلاقات مع هذه الدولة المعتدية خطوة سياسية ضرورية، لكنها ظلّت يتيمة، لم تتبعها إجراءات تليق بخطورة العدوان، أو ترتقي إلى مستوى التحدي المفروض على البلاد.
في المقابل، يزداد المشهد عبثية، حين يُمنح من تورّطوا في الإخفاقات أو تحوم حولهم الشبهات مواقع متقدمة في الدولة، خصوصًا في أجهزة ترتبط مباشرة بمصير الحرب ومستقبل الأمن القومي. هذا السلوك، في لحظة مفصلية، لا يمكن تبريره إلا كاستهتار سياسي بالغ، أو كعجز عن قراءة طبيعة المعركة وحدودها الجغرافية والإقليمية.
القيادة التي لا تلتقط لحظات التحوّل ولا تعي حجم المعركة، ولا ترى أن إدارة الصراع تبدأ من تحصين الجبهة الداخلية، لن تستطيع بناء قرار وطني مستقل، ولن تصمد طويلًا أمام تعقيدات الحرب المركبة.
إن الحرب ليست مجرد معارك عسكرية، بل هي إعادة تعريف للدولة ولمن يحكمها ولمن تمثله. لذلك، فإن استمرار التراخي في التعامل مع ملف الأمن القومي، والاستهانة بتفاصيل التمكين داخل مؤسسات الدولة، يمهّد لانهيارات كبرى لا تُداوى بالتصريحات ولا تغطيها البيانات.
وإذ نقف في هذه اللحظة، نؤكد أن إعادة بناء القرار السياسي وفق رؤية وطنية جذرية، تستوعب حجم الصراع وضرورات المرحلة، باتت مهمة عاجلة. لا بد من القطع مع منطق المحاصصات والترضيات، واستبداله بعقل سياسي مسؤول، يضع أمن البلاد فوق كل اعتبار، ويعيد تعريف من له أن يتصدّر هذه اللحظة ومن يجب أن يُحاسب.
فمن لا يرى أن ما يجري هو صراع وجود، لا يصلح أن يكون في موقع القرار.
المكتب السياسي – غاضبون بلا حدود
16 يوليو 2025م
#جند_الوطن_معركة_الوجود
#الدعم_السريع_منظمة_إرهابية
#الامارات_تقتل_السودانيين
#غاضبون_بلا_حدود”غ.ب.ح”.
Source