[ad_1]
#قلب_السودان
الخرطوم ليست مجرد عاصمة للسودان، بل هي القلب النابض والمركز الحيوي الذي تتجسد فيه روح الأمة السودانية.
إنها المدينة التي تجمع كل أطياف الشعب من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ففي شوارعها وأحيائها تتلاشى الفروقات الجغرافية والإثنية، ليصهر الجميع في بوتقة واحدة مواطنون سودانيون لا يفرق بينهم انتماء قبلي أو جهوي.
لطالما كانت الخرطوم محرك الاقتصاد السوداني بامتياز ففيها تتمركز كبرى البنوك والمؤسسات المالية وتجتذب إليها خيرة رجال الأعمال والمستثمرين مما يجعلها نقطة انطلاق للمشاريع التنموية ومحوراً رئيسياً للنشاط التجاري والصناعي، كما أنها مركز القيادة للدولة حيث تتخذ القرارات المصيرية التي تحدد مسار البلاد ومستقبلها.
عبر تاريخها الطويل كانت الخرطوم عنواناً للشموخ والعزة في وجه كل من حاول احتلالها أو تهديد وجود الدولة السودانية.
لقد شهدت الخرطوم فصولاً من المقاومة الباسلة ضد المستعمر البريطاني ونالت حريتها بفضل تضحيات أبنائها.
لقد تحررت الخرطوم من احتلال أسرة آل دقلو التي حاولت بسط نفوذها على مقدرات البلاد هذه الانتصارات المتتالية تؤكد على أن الخرطوم ليست مدينة تستسلم للظلم بل هي أرض تنبض بالمقاومة والكرامة.
إن ما مرت به الخرطوم وكل مدن السودان التي تعرضت لاِنتهاكات مليشيا آل دقلو من أحداث مؤلمة يجب أن يكون درساً مستفاداً لجميع الأطراف خاصة لقيادة الدولة والجيش السوداني.
من الضروري أن تتوقف القيادة عن ارتكاب ذات الأخطاء التي أدت إلى هذا المصير المأساوي فالمسؤولية الرئيسية عن إنشاء المليشيات وتقويتها على حساب المنظومة العسكرية والأمنية الرسمية في الدولة تقع على عاتق قيادة الجيش.
لقد أثبتت التجربة أن تقوية الكيانات غير الرسمية يهدد استقرار الدولة ويقوض سيادتها.
وعلى الشعب السوداني ألا يسمح لقيادة الجيش مجدداً بارتكاب مثل هذه الأخطاء الفادحة.
يجب أن يكون هناك رقابة شعبية صارمة على القرارات المصيرية وألا تُتخذ قرارات بتكوين مليشيات أو تقويتها دون موافقة البرلمان السوداني الذي يمثل إرادة الشعب ويعبر عن صوته.
إن بناء دولة قوية ومستقرة يتطلب جيشاً موحداً وقوياً تحت قيادة منتخبة بعيداً عن أية ولاءات شخصية أو فئوية.
الخرطوم تستحق أن تعود إلى سابق عهدها كمنارة للعلم والمعرفة ومركزاً للسلام والازدهار للسودانيين والمقيمين فيها، وذلك لن يتحقق إلا بتعاضد الجهود بين القيادة والشعب والتعلم من أخطاء الماضي لضمان مستقبل مشرق للشعب.
المستشار/ محمد السر مساعد
[ad_2]
Source


