البرهان بين ضغوط الداخل والخارج
يجد رئيس مجلس السيادة، الفريق عبد الفتاح البرهان، نفسه اليوم في مأزق معقد بين ضغوط المجتمع الدولي الداعية إلى وقف الحرب والانتقال إلى الحكم المدني، وضغوط التيار الإسلامي داخل المؤسسة العسكرية الذي يرى في استمرار الحرب وسيلة لحماية مصالحه وبقائه في المشهد.
البرهان يدرك أن التيار الإسلامي يحتفظ بملفات حساسة تُستخدم كورقة ضغط ضده، مما يجعله في موقع لا يسمح له باتخاذ قرارات مستقلة. وفي المقابل، فإن تجاهله لمطالب المجتمع الدولي قد يؤدي إلى تصاعد الضغوط الخارجية وفتح ملفات الانتهاكات التي ارتكبت خلال فترة النزاع، بما في ذلك تلك المتعلقة بجرائم الحرب وفض الاعتصام.
وبين هذين المسارين، يبدو أن خيارات البرهان محدودة؛ فإما أن يستمر في مسايرة حلفائه الإسلاميين بما يعني استمرار الحرب وتفاقم الأزمات، أو أن يستجيب للمجتمع الدولي ويمضي نحو تسوية سياسية تضع حدًا للحرب وتفتح الباب أمام حكومة مدنية جديدة.
في كل الأحوال، يبقى السلام المخرج الوحيد الواقعي لإنقاذ البلاد من الانهيار، وضمان انتقال منظم يجنّب السودان المزيد من الدماء والدمار.
Source