الجريدة هذا الصباح..
كشفت مصادر رفيعة أن أمريكا تتجه إلى توسيع دائرة “التعامل بالعصا” مع الدول الحليفة للجنرال، والتي تعتقد أنها تسعى الآن لإضعاف المبادرة الرباعية وتعمل على إهدار الوقت!
أطياف
صباح محمد الحسن
محاولات!!
طيف أول:
كم من صوتٍ خادعٍ سيموت، وكم من أسًى سيقع على عشمٍ منسي ويتلاشى!!
وفي سياق اتفاق شرم الشيخ، الذي شكّل محطة محورية في مسار التفاهمات الإقليمية، تطرّق الرئيسان الأمريكي والمصري، على هامش اللقاء، إلى الملف السوداني الذي بات يحظى باهتمام متزايد ضمن الأجندة الإقليمية، لا سيما في ظل تداخله مع تطورات المشهد في غزة. وقد أُعيد التأكيد خلال اللقاء على أهمية المبادرة الرباعية بوصفها خارطة طريق ملزمة نحو تسوية شاملة، حيث اضطلع الرئيس المصري بدور محوري في نقل هذه الرؤية إلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في إطار مساعٍ حثيثة لتقريب وجهات النظر وتيسير سبل الحل.
غير أن بعض المؤشرات توحي بأن قيادات عسكرية رفيعة قد قرأت زيارة الرئيس ترامب إلى القاهرة كفرصة سانحة لإعادة طرح مقترحات بديلة، مستندة إلى ما اعتبرته قبولًا مصريًا مسبقًا بالمبادرة الرباعية، وتأييدًا ضمنيًا لموقف البرهان. وفي ظل تشابك المصالح الإقليمية والدولية، يبدو أن الفريق البرهان وشركاءه سعوا إلى توظيف قنوات التواصل مع الإدارة الأمريكية لتمرير رؤية مغايرة قد تتيح لهم تحقيق بعض المكاسب، وفي مقدمتها ضمان موقع البرهان داخل المؤسسة العسكرية، بما يوفر له مظلة حماية من أي تبعات دولية محتملة، فضلًا عن تعزيز موقع الحلفاء إقليميًا عبر توافقات تحقق مصالح متبادلة.
وقد كشفت التحركات السياسية الأخيرة عن محاولات لإعادة تموضع بعض القوى التي كانت منخرطة في الحرب، وفي مقدمتها الكتلة الديمقراطية وبعض الحركات المسلحة، حيث كلفها البرهان بدعوة للمشاركة في حوار سوداني جامع، في خطوة توحي بتحول في الخطاب نحو السلام، بعد أن بلغت المواجهات مداها.
إلا أن هذا التحول يثير تساؤلات حول نوايا القيادة العسكرية، إذ يُنظر إلى هذه المبادرات بوصفها محاولة لاحتواء القوى السياسية الداعمة للحرب، وإشغالها بمسارات تفاوضية قد تُفضي إلى إعادة إدماجها في المشهد السياسي، دون أن يكون لها تأثير فعلي على مخرجات الحوار المرتقب مع قوات الدعم السريع. ويبدو أن الهدف من هذه المناورة هو تمكين البرهان من الوصول إلى طاولة التفاوض دون ضغوط من حلفائه السابقين، الذين قد يجدون أنفسهم خارج المعادلة السياسية في حال تم التوصل إلى تسوية سلمية لا تتيح لهم دورًا فاعلًا.
ويعزز هذا الطرح ما يتردد حول أن الحل المقترح لا يمنح البرهان وحلفاءه صلاحيات التعديل أو الاعتراض، ما يضعهم أمام معادلة جديدة تتطلب إعادة تموضع سياسيٍّ دقيق.
لكن يبدو أن المحاولات الداخلية والخارجية، الظاهرة والخفية، التي تعمل على إضعاف الرباعية ستبوء بالفشل، لا سيما أن مصادر رفيعة كشفت بالأمس أن لقاء مستشار الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، للشؤون الإفريقية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يحمل ذات اللغة الدبلوماسية التي حملها لقاء الرئيس الأمريكي ترامب. ووصف المصدر لغة بولس بأنها مباشرة واتسمت بالوضوح، فيما حمل الرجل إالسيسي رسالة للبرهان لا تخلو من التحذير، مفادها أنه ليس أمامه خيار آخر سوى القبول بالمبادرة الرباعية.
وكشف المصدر أيضًا أن أمريكا تتجه الآن إلى توسيع دائرة “التعامل بالعصا” مع الدول الحليفة للجنرال، والتي ستُمارَس عليها ضغوط خاصة، لأنها تُعتقد أنها تسعى الآن لإضعاف الرباعية وتعمل على إهدار الوقت.
طيف أخير:
#لا_للحرب
رئيس المجلس الانقلابي: “لا تفاوض مع أي جهة كانت، سواء كانت رباعية أو غيرها، ونحن مستعدون للتفاوض بما يصلح السودان وينهي الحرب”.
بالرغم من التناقض في الخطاب لكن ستظل هذه لغة البرهان إلى أن يصل طاولة الحوار !!
#شبكة_رصد_السودان
Source