قيادي بتحالف المزارعين لـ (الميدان) …
الجوع سيتفشي بالجزيرة حال فشل الموسم الشتوي
حاوره الحاج عبد الرحمن الموز
الميدان4378،، الخميس 16 اكتوبر 2025م.
• إبراهيم طه: لا قدرة للمزارعين على زراعة القمح ونطالب بتدخل الدولة العاجل لتوفير التمويل
• البنك الزراعي لن يمول المعسرين
• كل السياسات التي نفذها جبريل أضرت بالمزارعين كثيراً
• لا يوجد تمويل حتي الآن لزراعة القمح خلال الموسم الشتوي
كشف إبراهيم طه أحد قيادات المزارعين البارزة بتحالف المزارعين بالجزيرة والمناقل، عن وجود جوعى وسط المواطنين بالجزيرة والمناقل جراء ما تعرض له المزارعين على خلفية الحرب الدائرة الآن بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، التي أفضت قبل عامين تقريباً بإحتلال الجنجويد لأجزاء واسعة من الجزيرة، تشرد على إثرها المزارعين الذين نهبت محاصيلهم وممتلكاتهم بواسطة الميليشيا، التى لم تعاف شيئاً ونهبت حتى عربات الكارو ناهيك عن مدخرات المزارعين وإثاثاتهم وآلياتهم وغيرها. وأشار إلى أن أوضاع المزارعين الآن في غاية السوء، خاصة في ظل المؤشرات التي تنبئ عن إمكانية فشل موسم القمح الشتوي.
وأوضح بأن هنالك جوعي وسط الناس في الجزيرة بسبب ما حدث لكن فشل موسم القمح الشتوي سيؤدي لتفشي الجوع.
وطالب الدولة الإسراع بالتدخل لتوفير التمويل اللازم ليتمكن المزارعين من زراعة القمح مما يقطع الطريق أمام تفشي الجوع أكثر فأكثر.
• عدم توفر التمويل
ما هي إستعدادتكم لزراعة القمح في الموسم الشتوي وكيف تسير عملية التحضيرات له؟
= لا يوجد تمويل حتي الآن لزراعة القمح خلال الموسم الشتوي. صحيح البنك الزراعي أعلن بأنه سيوفر تمويل لأي مزارع يملك بطاقة لكن المزارعين الذين إنتهت صلاحية بطاقاتهم لن يتم تمويلهم، لكن ذلك لم يتم حتى الآن. كما أن المزارعين الذين عليهم مديونيات لن يتم تمويلهم،ما لم يسارعوا بتسديد ما عليهم من مديونية.
• إحتلال الجزيرة
ما هي الأسباب التي أدت لتعسر المزارعين مما جعلهم عاجزين عن تسديد المديونية للبنك الزراعي؟
= عدم مقدرة المزارعين بمشروع الجزيرة والمناقل سببها سقوط مدينة ودمدني في يد ميليشيا الدعم السريع ومن ثم لاحقاً أجزاء واسعة من الجزيرة. ما حدث دفع بالكثير منهم لترك حواشاتهم وقراهم والنزوح الي أماكن أكثر أمناً. إحتلال مدني وأجزاء الجزيرة صادف نهاية الموسم الشتوي آنذاك أي محصول القمح تحديداً، وآخرين قاموا بحصاده، لكن الجنجويد نهبوه منهم. الشاهد أن الجنجويد نهبوا كل شي وليس القمح وحده. كل ممتلكات المزارعين ومدخراتهم وآلياتهم الزراعية وسياراتهم وماكينات سحب المياه، و/أو حتى عربات الكارو. وعندما عادوا بعد طرد الجنجويد من الجزيرة لم يجد المزارعين شيئاً. صراحة الناس هنا في الجزيرة الذين فقدوا كل شئ هم في حاجة ليس لتمويل لزراعة القمح فحسب، بل في حاجة لإغاثة أيضاً. ونستطيع القول بأن الموسم الذى تلى الشتوي حينها لم يزرع الناس فيه شي يذكر، نحن في مشروع الجزيرة والمناقل نعيش ظروف إستثنائية وكما ذكرت
نحتاج لتمويل كامل وإغاثة.
• فرض الضرائب
إذن ليس هناك تحضيرات تذكر للشتوي؟
= صدقاً لم تدخل ولو آلية واحدة على الأقل في منطقة الهدى، بل نجد أن إدارة المشروع والري يطالبان الآن المزارعين بدفع الضرائب وهي مبلغ ٢٥ الف جنيه على كل فدان، مع العلم بأن المزارعين طوال فترة إحتلال ميليشيا الدعم السريع للجزيرة لم يحصدوا الشتوي كما ذكرنا، ولم يزرعوا إبان وجود الميليشيا تقريباً في المشروع ناهيك عن ما تعرضوا له من نهب، هذا هو واقع الحال الآن. ونذيدكم في الشعر بيتاً حتى الكثير جداً من الترع بعد عودتنا حفرناها بأيدينا. كما قمنا بدفع أموال لحفر ترع أخرى بالمشروع بواقع ١٥ مليون جنيه لمسافة سبعة كيلومتراً.
• عدم وضوح الرؤية
ما العمل إذن؟
= لن نستطيع أن نزرع القمح خلال الموسم الشتوي القادم، أولاً التكلفة عالية، بينما نحن المزارعين لا نملك الإمكانيات التي تسمح لنا بالزراعة، ثانياً لا توجد رؤية لا من جانب الإدارة أو الدولة. وأسوق لك أمثلة بسيطة، الآن جوال الداب الواحد يبلغ ١٦٠ الف جنيه، بينما الإدارة لم تتحدث أو تتحرك ولم يحضر أحد أعضائها أو حتى المحافظ لإنقاذ الموسم والحديث عن المدخلات وتكلفتها . أما البنك الزراعي فإن عمله تجاري بإمتياز. ويمكن القول إن المزارعين بمشروع الجزيرة يعتمدون على أنفسهم في الزراعة.
• البنك الزراعي
لكن البنك الزراعي أعلن عن تأمين التمويل للزراعة. ما هو رأيك؟
= البنك الزراعي لن يمول المعسرين الذين ذكرنا ظروفهم كما أنه يعمل بشكل تجاري، وأصدقك القول إن المزارعين يعتمدون على الله وأنفسهم، ومتوكلين ربحوا أم خسروا. بإختصار كما ذكرنا لا توجد رؤية حتى الآن فيما يتعلق بموسم القمح الشتوي رغم أهميته القصوى ليس للمزارعين فحسب بل لكل البلاد. ونستطيع القول لا الحكومة ولا وزارة الزراعة ولا وزارة المالية و لا أي جهة لها علاقة بالزراعة لم يحضر أحد للمشروع ولم نسمع حديث عن الشتوي.
• زراعة فردية
كيف تسير الأمور بالمشروع؟
= المزارعين بزرعو بصورة فردية، بفتحو القنوات وبجيبو التمويل بطريقتهم الخاصة، بينما لا توجد رؤية من الجهات المنوط بها أمر الزراعة. زمان على سبيل المثال كانوا بحددوا المساحات ويعلنوا عن التمويل، مع العلم بأن التحضير مفروض يبدأ الآن. والحواشة المكونة من عدد ٣ فدان تحتاج لمبلغ مليون و٥٠٠ الف جنيه للتحضير، بجانب المدخلات الأخرى. وكما قلنا لا يوجد لدى المزارعين مدخرات لكل ذلك. ولذلك نطالب الدولة الإسراع بتأمين التمويل اللازم لزراعة موسم القمح وإنقاذ مايمكن إنقاذه لأن الناس تعبانين وأحوالهم سيئة وهناك جوعى، وإذا فشل الموسم فإن الجوع سيتفشي في الجزيرة. وإذا حدث تدخل فإن الناس ستتعدى الأزمة الحالية.
• مديونية الذرة
ألن يساعد الموسم الصيفي في إنجاح الشتوي بعض الشي؟
= صحيح الذرة التي تمت زراعتها يمكن أن تحقق لكل من زرع في الموسم أكثر من حق (الكسرة) لكن معظم الفوائض ستذهب لتسديد جزء من المديونيات.
• الأضرار بالمزارعين
هل تعتقدون أن وزارة المالية يمكن أن تتدخل لأن إنقاذ الموسم وقطع الطريق أمام الجوع؟
= الدكتور جبريل إبراهيم منذ أن تولى وزارة المالية بعد إتفاق جوبا، كل السياسات التي نفذها أضرت بالمزارعين كثيراً، وضربت زراعة القمح بالمشروع في مقتل، ونتذكر حديثه أنه سوف يستورد القمح من الخارج لأن الإستيراد أرخص. ونذكر هنا أن وزير المالية إبان حكومة الفترة الإنتقالية إبراهيم البدوي كان قد تجاهل مطالب المزارعين وقتها برفع السعر التأشيري للقمح من ٣ الف جنيه ونصف الي أكثر، لكن رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك إستخدم سلطاته ورفع سعر الجوال وقتها الي ١٣ الف و٥٠٠ جنيه. وكان المبلغ كبيراً لأن بعض المزارعين حققوا وقتها من ٨ جوالات الي ٣٠ جوالاً. وكان ذلك الموسم آخر موسم جيد عاشه المزارعين. أما دكتور جبريل فقد ضرب المزارعين في مقتل، في ظروف يموت فيه الناس من المرض وسيموتون من الجوع ما لم تتدخل الدولة، بأسرع ما يمكن.
Source