الليلة الأولى تحت سماء الوطن 🇸🇩
هذه هي الليلة الأولى التي أبيتها تحت سماء بلدي الحبيبة، بعد غياب طويل نسبياً، ورغم أنني احتفظ بملاحظات كثيرة، إلا أنني أود أن أشارككم بعض الانطباعات السريعة التي شدتني بخيوط حريرية:
أول ما شعرت به هو عافية غامرة تسري في الجسد، كأن الأرض احتضنتني وأزالت تعب السفر والغربة دفعة واحدة، هانذا أستنشق هواءً نقياً طبيعياً، وأنظر إلى قبة السماء ما أجملها يا إلهي، وقد اختفت، بحمد الله وفضله، الجيوب الأنفية التي عانيت منها شهوراً طوال.
طعم الفول لا يُقاوم، تحديداً فول السليم، عليه شوية زيت سمسم وشمار وليمون وبصل، حاجة ممكن تراهن عليها بمشاوي الشيف بوراك، قلت مازحاً: إنه فول مصري، لكنه هنا ألذ وأطعم مما في مصر!
لم يعطلوا بعد شريحتي، لا “سوداني” ولا “زين”، صبروا علي صبراً طويل، على قول العطبرواي، وقد لاحظت أن خدمة الإنترنت تحسنت كثيراً، بل ربما أفضل مما كانت عليه قبل الحرب في بعض المناطق على الأقل.
المياه عذبة صافية، بإمكانك أن تشربها دفعة واحدة دون فلتر من الزير أو القربة أو حافظة إخلاص، وانت مطمئن.
ساعتي البيولوجية تغيّرت فجأة، فقد نمت بعد صلاة العشاء واستيقظت الآن، لا أعرف كم الساعة، المهم أنه نوم بلا كوابيس، وتحديداً كابوس وانت مرمي أو طائر من الطابق العاشر الذي لازمني ملازمة شريرة.
لا أزال أشعر بالنعاس، وربما لن أبقى يقظا حتى الفجر، كما تعودت منذ رمضانات سابقة، وبعدها أبحث عن النوم بالبندول الأزرق والتحانيس.
مافي واحد ممن التقيت بهم حدثني أو شعرت بأنه قلق أو خائف من المسيّرات أو حمى الضنك أو حتى الجوع، قليلا ما يذكرونها، فقد برمجوا حياتهم على قطوعات الكهرباء.
هكذا بدت لي تفاصيل اليوم الأول أو كما قال وزير المالية الأسبق “, السودان ظريف لو لقى مصاريف” ويمكن أن تضيف لها “بتتجازف لو كنت حريف” .
ملحوظة أخيرة
الصورة تخيلها الذكاء الاصطناعي للخرطوم بعد الحرب، ولكني أقولها بصدق، فقد رأيت مناظر أجمل منها في جولاتي الصحفية في جبل مرة وجنوب كردفان والفشقة والبطانة في الخريف.
عزمي عبد الرازق
Source
الليلة الأولى تحت سماء الوطن هذه هي الليلة الأولى التي أبيتها تحت سماء بلدي الح…

Leave a Comment