_ من المتوقع أن يُصدر إجتماع دول الرباعية نهاية الشهر الجاري مواقيت زمنية واضحة وآليات محددة لتنفيذ الهدنة الإنسانية بعد أن أعطى الطرفان المتحاربان الضوء الأخضر للمُضي قُدماً في تطبيق خارطة الطريق المعلنة في 12 سبتمبر الماضي.
_ أية محاولة لعقد صفقة ثنائية على تقاسم السلطة بين الأطراف المتحاربة لن توقف الحرب بشكل نهائي ولن تحقق سلاماً مستداماً, والعاقل من إتعظ بإتفاق نيفاشا الذي أدى لتقسيم السودان لبلدين ما زال شبح الحرب يُخيِّم على كليهما.
_ الإختبار الحقيقي لنجاح خارطة الطريق يتمثل في “العملية السياسية” التي يجب أن تُعالج جذور الأزمة السودانية التي تمثل الحرب الحالية ذروة تجلياتها ولا مجال لمشاركة الحركة الفاشستية في أي حوار قادم في ظل إستمرار قبضتها على الأجهزة الأمنية والعسكرية وبيروقراطية الدولة.
_ بعد مرور 30 شهراً من القتال صدقت رؤيتنا التي طرحناها منذ اليوم الأول للحرب وفي قلبها القول بأنه لا يوجد حسم عسكري وأن إستمرار الحرب يُشكل أكبر خطر وجودي على البلد ووحدتها, ونشهد الآن تحولاً كبيراً في الرأي العام لصالح معسكر وقف الحرب والدمار والنزوح.
_ أكبر المعضلات التي ستواجه البلد بعد تحقيق وقف إطلاق النار الدائم والعملية السياسية تتمثل في إنتشار السلاح وتعدد المليشيات والإنقسام الإجتماعي الحاد, وهو الأمر الذي يجعل من قضيتي الجيش القومي المهني الواحد والحكم الفيدرالي الحقيقي أولويات قصوى.
_ أبواق حُراس الفضيلة المُشوَّهة وسدنة البيادة لا ينبُسون ببنت شفة عندما تُسافر وفود نافخي الكير لدول الفرنجة لتطلب ودها وتتوسل دعمها لرؤيتها البائسة بينما يُطلقون حناجر الزيف لتخوين شرفاء القوى المدنية ورميهم بتهم العمالة عندما يذهبون لذات الدول. شاهت الوجوه !
Source